انتقادات كبيرة لمشاركة إسرائيل… سويسرا تستضيف مسابقة يوروفيجن بعد غياب منذ 1989

انتقادات كبيرة لمشاركة إسرائيل… سويسرا تستضيف مسابقة يوروفيجن بعد غياب منذ 1989

تستعد سويسرا، الأسبوع المقبل، لاستضافة مسابقة يوروفيجن الغنائية للمرة الأولى منذ عام 1989، وسط انتقادات سياسية معتادة تتعلق بحقوق مجتمع الميم ومشاركة إسرائيل في المسابقة، حسب وكالة رويترز.

مسابقة يوروفيجن 

وتأمل شبكة البث الأوروبية EBU أن يُسهم شعارها هذا العام متحدون بالموسيقى في الحفاظ على تركيز الجماهير في مدينة بازل على الأداءات الغنائية والمشاركين، بعيدا عن التوترات السياسية التي باتت تلاحق أكبر عرض ترفيهي في العالم من حيث عدد المشاهدين.

لكن الجدل عاد ليخيم على المسابقة، وسط انتقادات من معارضين يرون أن يوروفيجن أصبحت أكثر تسييسًا وتعكس أجندات أيديولوجية متنامية.

إحدى بؤر الخلاف هذا العام تدور حول مشاركة إسرائيل، التي سيمثلها المغني يوفال رافائيل، وهو من الناجين من هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

ومنذ ذلك الحين، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة ما أسفر عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني، بحسب مسؤولي الصحة المحليين، ما دفع مسؤولين في كل من إسبانيا وسلوفينيا وآيسلندا إلى التشكيك في أحقية إسرائيل بالمشاركة.

كما أعربت منظمات فلسطينية وجماعات حقوقية في سويسرا عن رفضها لمشاركة إسرائيل، متهمة شبكة EBU بازدواجية المعايير.

وقال جيري مولر، رئيس جمعية فلسطين السويسرية: تم استبعاد روسيا من يوروفيجن بعد غزوها لأوكرانيا، لكن إسرائيل لا تزال تُسمح لها بالمشاركة رغم ارتكابها إبادة جماعية في غزة، وهي اتهامات نفتها إسرائيل مرارًا.

من جانبها، ذكرت شبكة EBU أن السماح بمشاركة إسرائيل يعود إلى تمثيلها من قبل هيئة البث العامة KAN، وليس من قبل الحكومة الإسرائيلية.

وبدوره، أفاد مدير المسابقة، مارتن غرين، أن يوروفيجن يمكن أن تمثل لحظة للتواصل الإنساني رغم الاضطرابات السياسية، وتكون مساحة مؤقتة للفرح والهروب من الواقع.

وأضاف في حديثه لوكالة رويترز: آمل هذا العام أن تواصل يوروفيجن ما قامت به على مدى 69 عاما، وهو إظهار قدرة الموسيقى على توحيدنا، وتابع: أعلم أن هذا قد يبدو مبتذلًا بعض الشيء، لكنه هو جوهر المسابقة.

يذكر أن يوروفيجن، التي كانت تُنتقد سابقا بسبب أغانيها الغريبة وأدائها المبالغ فيه، شهدت انتعاشا في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيا إلى الدعم القوي من جمهورها من المثليين.

ويُعد هذا الحدث الترفيهي الأضخم على مستوى العالم، حيث جذب 170 مليون مشاهد العام الماضي، وصوت فيه مشاركون من 150 دولة.

وقد أثار تنظيم المسابقة هذا العام جدلًا داخل سويسرا نفسها، حيث حاول حزب الاتحاد الفدرالي الديمقراطي المحافظ (EDU) دون جدوى وقف التمويل العام للمسابقة.

وقال صامويل كولمان، عضو برلمان كانتون برن، إن الحزب يعارض ما وصفه بـ أجندة الوعي الزائف التي تروج لها المسابقة. وأضاف: لقد تحولت إلى عرض غريب الأطوار، متهما يوروفيجن بالترويج للهويات العابرة جنسيًا والمثلية على حساب القيم التقليدية.

وكانت المغنية السويسرية نيمو، التي تعرّف نفسها بأنها غير ثنائية الجنس، قد فازت بمسابقة 2024 بأغنية ذا كود التي تسرد فيها رحلة اكتشافها لهويتها الجندرية.

كما أشار حزب EDU إلى تزايد ما وصفه بـ معاداة السامية، مستشهدا بالاحتجاجات المناهضة لإسرائيل خلال نسخة العام الماضي من المسابقة في مالمو بالسويد.

ورفعت السلطات هذا العام مستوى الإجراءات الأمنية، مع نشر 1300 ضابط شرطة، إضافة إلى خبراء من الجيش والأمن السيبراني.

كما فرضت تعليمات جديدة بشأن الأعلام، تقصر استخدامها على علم الدولة الممثَّلة فقط فوق خشبة المسرح وفي الكواليس، ما يعني فعليًا حظر علم قوس قزح، ومع ذلك، سيُسمح برفع أعلام مجتمع الميم والأعلام الإقليمية في مناطق الجمهور والمشاركين.

وبعد تقارير عن مصادرة تلك الأعلام من بعض حاملي التذاكر العام الماضي، قال مدير شبكة EBU، مارتن غرين، إن الغرض من القيود الجديدة هو تحقيق الوضوح والتوازن.