مخاوف من تفشي الحصبة في الولايات المتحدة

مخاوف من تفشي الحصبة في الولايات المتحدة

في خضم تفشي الحصبة الذي يجتاح عدة ولايات أمريكية، دعا وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، روبرت ف. كينيدي جونيور، المواطنين إلى تلقي لقاح الحصبة، مؤكدًا دعمه للتطعيم مع الحفاظ على حرية الاختيار.

مخاوف من تفشي الحصبة في الولايات المتحدة

 

وفي مقابلة مع شبكة CBS News، قال كينيدي: نحن نشجع الناس على الحصول على لقاح الحصبة. هذا هو موقف الحكومة الفيدرالية، وموقفي الشخصي أيضًا. لكنني أؤمن أن القرار يجب أن يُترك للأفراد، شريطة أن تكون لديهم معلومات علمية موثوقة لاتخاذه.

وتأتي تصريحاته في وقت تسجل فيه ولايات مثل تكساس ونيو مكسيكو وأوكلاهوما أعدادًا متزايدة من الإصابات، حيث وصل إجمالي الحالات إلى 659 حالة حتى الآن، معظمها في مقاطعة جاينز الريفية بتكساس. وقد تم ربط ثلاث وفيات بهذا التفشي حتى الآن، بينهم طفلان في تكساس وشخص بالغ في نيو مكسيكو.

وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن التفشي بات يهدد وضع الولايات المتحدة كدولة “خالية من الحصبة”، وهو التصنيف الذي حافظت عليه منذ عام 2000. ويرى الخبراء أن انخفاض معدلات التطعيم، خاصة في المجتمعات الريفية والمعزولة مثل مجتمع المينونايت، ساهم بشكل كبير في عودة ظهور المرض.

من جانبه، قال الدكتور أميش أدالجا، الباحث في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، إن تفشي المرض قد يستمر لفترة طويلة: لا يمكننا القول إن الأزمة تتراجع، لأننا ببساطة لا نعرف الحجم الحقيقي للحالات، خاصة مع ضعف إمكانيات الاختبار في بعض المناطق.

وفي ظل انتشار العدوى إلى مناطق حضرية، أعربت السلطات الصحية عن قلقها من انتقال الفيروس إلى فئات سكانية أكثر عرضة للخطر، لا سيما الأطفال دون سن الخامسة. وأكدت الدكتورة كريستينا جونز، طبيبة طوارئ الأطفال في ولاية ماريلاند، أن جميع هذه الحالات كان من الممكن تجنبها بالتطعيم، وقالت: معدلات التطعيم آخذة في التراجع، وهذا اتجاه مقلق لا تدعمه الأدلة العلمية.

ووفقًا لإرشادات CDC المحدثة، يُوصى بتسريع إعطاء الجرعة الثانية من لقاح الحصبة للأطفال في مناطق التفشي، وكذلك إعطاء جرعة مبكرة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة إلى أحد عشر شهرًا.

وفيما تُبذل جهود مكثفة لاحتواء تفشي المرض، يشدد الخبراء على أن لقاح MMR يظل الوسيلة الأنجع للوقاية من الحصبة ومضاعفاتها الخطيرة.