دم على نهد: إبراهيم عيسى والقلم الذي يتحدى التقاليد | تقرير

دم على نهد: إبراهيم عيسى والقلم الذي يتحدى التقاليد | تقرير

التفكر والتدبّر كانا وسيظلان من أهم أهداف أعمال الكاتب إبراهيم عيسى، يستهدف أدمغة المشاهدين والقراء، يسعى إلى الانتقال بهم من ظلمات أفكارهم إلى النور، مدعيًا أنه ينير الطرق لأوسع أبواب المعرفة، حول العديد من القضايا والموضوعات الحياتية المختلفة.  

دائما ما يصطحبنا في رحلة مختلفة من نوعها في جميع أعماله، يغوص بعقولنا في أعماق القضية التي يناقشها، يكره قلمه الكتابة السطحية، لا يخشى كشف كل ما هو مستور، فربما تتفق معه أو تختلف، لكن تظل أعماله آخذة لمنحنى مختلف لا يقترب منه أحدا.  

وقبل أن يخرج أحدث أعمال إبراهيم عيسى -فيلم الملحد- إلى النور، تتحول رواية إبراهيم عيسى “دم على نهد” إلى مسلسل درامي، مكونا من 10 حلقات، من المقرر بدء تصويره خلال الفترة المقبلة، تحت قيادة المخرجة مريم أحمدي، وهذا يذكرنا ببعض من أعمال إبراهيم عيسى التي أثار بها جدلا واسعا، نستعرضها في السطور التالية: 

دم على نهد.. السفاح ذو الغراميات المتعددة 

أُصدرت رواية دم على نهد للكاتب إبراهيم عيسى في عام 1996، ومن المقرر تحويلها إلى مسلسل درامي، يبدأ صناعه تصويره قريبا، وتتناول أحداثه الكشف عن ممارساتٍ مشبوهة لرجال السياسة والصحافة والأمن من خلال سيرة السفاح محمود حلمي، وتقرر الصحفية مي الجبالي -تجسد شخصيتها الفنانة هند صبري-،  إعداد كتاب عن تلك السفاح المحكوم عليه بالإعدام، والذي نكتشف إقامته للعديد من العلاقات الغرامية مع أغلب ضحاياه قبل الانتقام منهم، وتتوالى الأحداث لكشف فساد الحياة السياسية في مصر خلال فترة التسعينيات، كعادة إبراهيم عيسى في فتح ملفات يخشى الغالبية العظمى من الاقتراب منها، ويتولى السيناريست محمد هشام عبية المعالجة الدرامية للمسلسل، والإخراج لـ مريم أحمدي. 

غلاف رواية دم على نهد 

رحلة يحيى من الشك إلى الإيمان 

اعتاد إبراهيم عيسى على الدخول في صراعات عدة مع الرقابة الفنية، التي دائما ما يكون لها تحفظات على أعماله وكتاباته، وهذا تحديدا ما يعاني منه فيلم الملحد، أحدث أعمال إبراهيم عيسى، الذي مازال عالقا ولا نعلم متى سيعلن عن نفسه ومضمونه، بداية من الجدل الكبير على اسمه، مرورا بالتحفظات على البرومو الخاص به، وتأجيل عرضه أكثر من مرة، بسبب تناوله لقصة يحيى -أحمد حاتم- الذي يعيش في صراع دائم مع أفكاره، حول حقيقة وجود إله لهذا الكون، معبرا عن أفكاره الإلحادية غير المقبولة من المجتمع وأفراده -كـ أمر بديهي-، ومازال مصيره من العرض الجماهيري مجهولا. 

بوستر فيلم الملحدبوستر فيلم الملحد
أحمد حاتم في فيلم الملحد أحمد حاتم في فيلم الملحد 

هل حجاب البالغات فرض؟.. الاقتراب من الثوابت الدينية

فجّر إبراهيم عيسى قنبلة من قنابله المميتة، في فيلمه “الضيف” الذي عرض في عام 2019، بطولة الفنان خالد الصاوي، والذي جسد دور أديب وكاتب، يستعرض أفكاره الدينية الشاذة عن المألوف والمتعارف عليه عن ديننا منذ قديم الأزل، أبرزهم أمر حجاب الفتيات والسيدات البالغات، الذي شكك إبراهيم عيسى في حقيقة كونه فرض، من خلال جُمل حوارية جائت على لسان شخصية خالد الصاوي في الفيلم، أبرزها عندما قال: “حديث النبي صلى عليه وسلم بما يخص فرضية الحجاب.. حديث ضعيف”. 

خالد الصاوي في فيلم الضيفخالد الصاوي في فيلم الضيف
بوستر فيلم الضيفبوستر فيلم الضيف