عيدان ألكسندر: تفاصيل الإفراج تكشف تطورات العلاقة بين نتنياهو وترامب

عيدان ألكسندر: تفاصيل الإفراج تكشف تطورات العلاقة بين نتنياهو وترامب

تكشف التطورات الأخيرة حول الإفراج عن المجند الأمريكي – الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي أُطلق سراحه من قبضة حركة حماس بوساطة أمريكية، عن تحولات دقيقة ومعقدة في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، فضلًا عن التحديات الداخلية التي تواجه حكومة بنيامين نتنياهو.

المعلومات التي كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، مثل القناة 13 وإذاعة جيش الاحتلال، تشير إلى تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب، إلى جانب تراجع الثقة المتبادلة في إدارة القضايا الحساسة. 

هشاشة التنسيق

تزعم التفاصيل التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الولايات المتحدة اتخذت قرارًا منفردًا بالتفاوض مع حركة حماس للإفراج عن عيدان ألكسندر، دون إشراك إسرائيل بشكل وثيق أو مبكر.

المؤشرات الأولية التي تلقتها إسرائيل مؤخرا لم تأتِ من قنوات رسمية، ولم يتم التواصل الرسمي إلا صباح الأحد، عندما أبلغ المبعوث الأمريكي ويتكوف نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بالتفاهمات مع حماس كـ قرار نهائي لا رجعة فيه. 

هذا الأسلوب يكشف عن تراجع مستوى التنسيق بين الحليفين التقليديين، ما يعكس حالة من عدم الثقة أو تباين الأولويات.

تصريحات المسئولين الإسرائيليين، كتلك التي نقلتها القناة 13 عن مسئول كبير، تشير إلى أن فرص توسيع العمليات العسكرية في غزة قد تضاءلت. 

هذا يعكس إدراكًا إسرائيليًا بأن الضغوط الأمريكية، سواء مباشرة أو عبر قرارات منفردة مثل صفقة الإفراج، تحد من هامش المناورة العسكرية لتل أبيب.

في الوقت ذاته، يبرز نجاح إدارة ترامب في تأمين الإفراج عن ألكسندر كضربة سياسية لنتنياهو، الذي فشل في تحقيق تقدم ملموس في قضية الأسرى.

الدوافع والتداعيات

تتعدد الدوافع في هذا الشأن؛ فلولايات المتحدة الأمريكية تستعرض القوة الدبلوماسية عبر التفاوض المباشر مع حماس مما يعكس رغبة إدارة ترامب في استعراض نفوذها الدبلوماسي في المنطقة، خاصة بعد فترة من التوتر مع إسرائيل خلال إدارة بايدن السابقة. 

من خلال إتمام الصفقة دون تنسيق مسبق مع تل أبيب، تسعى واشنطن إلى إرسال رسالة واضحة: الولايات المتحدة قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة في القضايا الإقليمية، حتى لو كانت تتعارض مع مصالح إسرائيل المباشرة. 

هذا النهج قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة صياغة العلاقات مع الحلفاء التقليديين، مع إعطاء الأولوية للمصالح الأمريكية.

هناك أيضا التحديات الداخلية لنتنياهو؛ فنجاح ترامب في تأمين الإفراج عن ألكسندر يُنظر إليه داخل إسرائيل كـ إهانة موجعة لنتنياهو، كما وصفها يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات السابق. 

هذا النجاح يسلط الضوء على فشل نتنياهو في تحقيق اختراق في قضية الأسرى، وهي قضية حساسة تثير استياءً شعبيًا واسعًا.

الضغوط الداخلية على نتنياهو قد تتفاقم، خاصة مع تصاعد الانتقادات من المعارضة والجمهور، الذين يرون في الصفقة دليلًا على ضعف موقف الحكومة الإسرائيلية دوليًا.

هناك التأثير على سياسة إسرائيل العسكرية؛ فتصريح المسئول الإسرائيلي الكبير بأن فرص توسيع الحملة العسكرية قد تضاءلت يشير إلى أن إسرائيل تواجه قيودًا متزايدة على حريتها العملياتية.

الضغوط الأمريكية، إلى جانب الديناميكيات الإقليمية والدولية، قد تدفع إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في غزة. 

هذا قد يفتح الباب أمام مفاوضات أوسع لتبادل الأسرى، كما حث ويتكوف نتنياهو، لكن ذلك يتطلب تنازلات قد تكون مكلفة سياسيًا لحكومة نتنياهو.

سيناريوهات مرتقبة

إذا استمرت الولايات المتحدة في اتخاذ قرارات منفردة دون تنسيق وثيق، فقد تشهد العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية مزيدًا من التوتر. 

هذا قد يدفع إسرائيل إلى البحث عن شراكات بديلة أو تعزيز استقلاليتها في اتخاذ القرارات، رغم المخاطر التي تنطوي عليها هذه الخطوة.

تصعيد الضغوط على نتنياهو: نجاح ترامب قد يعزز من حدة الانتقادات الداخلية ضد نتنياهو، مما يضعف موقفه السياسي. 

إذا فشل في تحقيق تقدم في قضية الأسرى أو في إدارة الصراع مع حماس، فقد يواجه تحديات جدية داخل ائتلافه الحكومي وحتى في الانتخابات المستقبلية.

تحول نحو المفاوضات: الضغوط الأمريكية والداخلية قد تدفع إسرائيل إلى الانخراط في مفاوضات أوسع مع حماس، ربما بوساطة مصرية أو قطرية.

هذا السيناريو قد يؤدي إلى هدنة مؤقتة أو صفقة تبادل أسرى، لكنه يحمل مخاطر سياسية كبيرة بالنسبة لنتنياهو، الذي يعتمد على خطاب متشدد للحفاظ على قاعدته الانتخابية.

تكشف صفقة الإفراج عن عيدان ألكسندر عن هشاشة العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية؛ على الأقل ظاهريا؛ حيث تبرز تباينات في الأولويات والتنسيق.

بالنسبة لنتنياهو، يشكل نجاح ترامب تحديًا سياسيًا ودبلوماسيًا، يضعه تحت ضغط داخلي وخارجي متزايد. 

على المدى المتوسط، قد تدفع هذه التطورات إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية والسياسية، مع احتمال الانتقال نحو مفاوضات أوسع أو مواجهة توترات إضافية مع واشنطن.

المشهد السياسي في المنطقة يظل متقلبًا، وستكون قدرة نتنياهو على المناورة في هذا السياق حاسمة لمستقبله السياسي.