قطر تقدم هدية لترامب.. واشنطن بوست تكشف: الطائرة موجودة في الولايات المتحدة منذ شهر

قالت صحيفة واشنطن بوست، إن سجلات الطيران بالولايات المتحدة الأمريكية، أظهرت أن الطائرة التي تعتزم قطر تقديمها كهدية للرئيس ترامب، نُقلت قبل خمسة أسابيع إلى مطار سان أنطونيو الدولي، ما يشير إلى أن التحضيرات لعملية التعديل قد بدأت بالفعل.
هدية قطر للرئيس الأمريكي ترامب
وقال مسؤولون حاليون وسابقون في الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع والخدمة السرية إن الطائرة الفاخرة التي قدّمتها قطر هدية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، من طراز بوينج 747، قد تُمثّل تحديًا أمنيًا كبيرًا، إذ سيتعيّن على الرئيس أن يتجاوز معايير الأمان الصارمة المعتمدة حاليًا لكي يتمكن من استخدامها.
وكان ترامب قد امتدح، يوم الاثنين، ما وصفه بـ اللفتة العظيمة من قطر، معلنًا أنه سيكون شخصًا غبيًا إذا رفض طائرة بقيمة 400 مليون دولار، مشيرًا إلى نيته استخدامها لبضع سنوات إلى حين الانتهاء من تصنيع الطائرتين الرئاسيتين الجديدتين وفق المعايير العسكرية الدقيقة المخصصة لطائرة إير فورس وان.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله الحديث علنًا، إن من المبكر تحديد المدة التي قد تستغرقها عملية تعديل الطائرة القطرية لتصبح مؤهلة للاستخدام الرئاسي، كما رفض الإفصاح عن موعد تسلُّم الإدارة الأميركية للطائرة.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من كشف هذا الشهر عن أن ترامب كلّف شركة L3Harris الدفاعية بإجراء تعديلات على الطائرة في تكساس، فيما أفادت شبكة ABC يوم الأحد بأن الطائرة ستُنقل إلى إدارة ترامب كهدية.
الطائرة الفارهة ذات الطابقين، التي اشترتها العائلة الحاكمة القطرية في الأصل، غادرت الدوحة في 30 مارس، وتوقفت في مطار شارل ديغول بباريس، ثم في مطار بانجور الدولي في ولاية ماين الأمريكية في 2 أبريل، قبل أن تحط في سان أنطونيو في اليوم التالي، بحسب ما أفاد المتحدث باسم موقع فلايت رادار 24.
وفي تصريحات للصحفيين، أكد ترامب أن الطائرة القطرية أحدث بكثير من الطائرات المتاحة حاليًا للرئيس، والتي تعود إلى عهد الرئيس جورج بوش الأب في تسعينيات القرن الماضي، رغم تزويدها بأحدث وسائل الحماية والاتصالات والتزود بالوقود جوًا.
وقال: طائرة إير فورس وان عمرها 40 عامًا، وإذا نظرت إلى هذه الطائرة بالمقارنة مع الجديدة، فالأمر لا يُقارن، بعض الدول العربية تمتلك طائرات تبدو كأنها من كوكب آخر مقارنة بطائرتنا.
وتتضمن الطائرة القطرية حمامين كاملين، وتسعة مراحيض، وغرفة نوم رئيسية وأخرى للضيوف، وعدة صالات فخمة، ومكتبًا خاصًا، ومقاعد جلدية بلون الكريم والبيج، بحسب صور داخلية وفرتها شركة AMAC Aerospace السويسرية.
لكن تحويل هذه الطائرة، التي يبلغ عمرها 13 عامًا، إلى طائرة رئاسية بمعايير إير فورس وان سيتطلب سنوات من العمل وتكاليف بمليارات الدولارات، وهو أمر من المستحيل إنجازه قبل مغادرة ترامب منصبه، وفقًا لما قاله مسؤولون حاليون وسابقون.
وأحالت القوات الجوية الأمريكية الاستفسارات إلى البيت الأبيض، بينما رفضت الخدمة السرية وشركة L3Harris التعليق.
ويبدو أن الطائرة الرئاسية الجديدة تشكل أولوية قصوى لترامب، حيث يحتفظ بنموذج مصغر للطائرة الجديدة التي تعمل شركة بوينغ على تصنيعها، والذي زيّنه بألوانه المفضلة ذات الحواف الزرقاء الداكنة. وقد عرض هذا النموذج في المكتب البيضاوي وفي منتجع مارالاغو، كما ظهر فوق قالب الحلوى الذي قطعه ترامب بسيف في حفلة تنصيبه.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن قطر عرضت التبرع بطائرة لوزارة الدفاع، لكن لن يتم استلام الهدية خلال زيارة ترامب إلى قطر هذا الأسبوع، ضمن جولته الخارجية الأولى التي تشمل السعودية وقطر والإمارات.
وأكد مسؤولون أن الطائرة الرئاسية تتطلب تجهيزات اتصالات وأمن ودعم لوجستي على أعلى مستوى من السرية والتعقيد.
وقال مسؤول أمريكي سابق مطّلع على عمليات “إير فورس وان:هذه مركز قيادة جوي محصّن ضد الهجمات النووية. ويجب أن تتوفر فيه قدرات اتصال مؤمّنة على مستويات متعددة وأضاف أن الطائرة القطرية تحتاج إلى تفكيك شامل وإعادة بناء كاملة لتلبية تلك المعايير.
وقال فرانك كيندال، وزير سلاح الجو السابق، إن مخاطر التجسس مضاعفة في هذه الحالة، ويجب التأكد من أن الطائرة لا تحتوي على أجهزة تنصت مزروعة.
أما ماك بليتشيك، وهو عميل سابق في الخدمة السرية خدم في عهد أوباما، فقال:علينا أن نعيد تفكيك الطائرة حتى الهيكل الأساسي ونعيد تركيبها من جديد، فأمن كل مكون فردي مسألة بالغة الأهمية.
من جهته، أشار بول إكلوف، مسؤول أمني سابق في إدارة ترامب الأولى، إلى أن عمليات تفتيش صارمة تجري على جميع وسائل نقل الرئيس، مضيفًا: سيمشّطون هذه الطائرة إنشًا بإنش، ويتحققون من كل صامولة ومسمار.
لكن كيندال أكد أن ترامب قادر على تجاوز كل هذه الإجراءات بصفته القائد الأعلى للجيش، قائلًا:إذا أراد الطيران على هذه الطائرة وهو في المنصب، فعليه التنازل عن الكثير من المعايير.