خطابات قوية وقيود حديثة.. السياسة تهيمن على انطلاق مهرجان كان السينمائي

بدأت فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي بأجواء حافلة بالسياسة، تكريمًا للأسطورة السينمائية روبرت دي نيرو، ومفاجآت فنية حاضرة وغائبة، وسط حضور لافت من كبار النجوم والمخرجين.
وعلى الرغم من اختيار الكوميديا الموسيقية الفرنسية من يوم لآخر لافتتاح مهرجان كان، فإن الأنظار تركّزت على دي نيرو الذي خَطَف الأضواء بصعوده السجادة الحمراء لتسلّم السعفة الذهبية الفخرية، مُقدَّمة من رفيقه النجم ليوناردو دي كابريو.
وبجانبهم، لفتت الأنظار أسماء بارزة مثل كوينتين تارانتينو، وشون بيكر، والممثلات إيفا لونغوريا وجوليا غارنر وهايدي كلوم وأليساندرا أمبروسيو، فيما غاب توم كروز رغم تواجده في المدينة لعرض جزء جديد من المهمة المستحيلة.
افتتاح ساخر من لافيت
بدأ الحفل بكلمة ساخرة من الممثل الفرنسي لوران لافيت، سخر فيها من النجوم وانشغالهم بالهواتف، وقال مازحًا إن الممثل يشبه شخصًا يتمنى رؤية إشعار من وكيله بينما ينظر بحقد نحو سيارة تسلا.
روبرت دي نيرو ينتقد ترامب
وفي خطاب حماسي عند تسلّمه الجائزة، لم يتردد دي نيرو، المعروف بمواقفه السياسية الصريحة، في توجيه انتقادات حادة لدونالد ترامب، واصفًا إياه بالرئيس المتعجرف.
ودعا الحضور إلى التحرك السلمي، ولكن بحزم، قائلًا: إن الوقت قد حان للتنظيم والمشاركة السياسية، دفاعًا عن الحريات والديمقراطية.
أما دي كابريو، فركّز في كلمته على عطاء دي نيرو الفني ومواقفه الصلبة في مختلف القضايا، معتبرًا أن حضوره يتجاوز الشاشة إلى مواقف إنسانية وسياسية نبيلة.
بينما رئيسة لجنة التحكيم، النجمة الفرنسية جولييت بينوش، ألقت كلمة ذات طابع إنساني عميق، تطرّقت فيها إلى قضايا عالمية، من الحروب إلى أزمة المناخ، ومعاناة الرهائن، والغرقى، والمسجونين.

ضجة على السجادة الحمراء.. قواعد اللباس في مهرجان كان
رغم فرض قواعد صارمة للباس هذا العام، خصوصًا فيما يتعلق بالعري والملابس الضخمة، إلا أن الالتزام لم يكن صارمًا على أرض الواقع، فقد سُمح لبعض الضيوف بالدخول رغم مخالفاتهم، مثل ارتداء أحذية غير لائقة أو فساتين منتفخة، بينما عبّر البعض عن استيائهم من هذه القواعد التي وُصفت بالانتقائية.
احتجاجات وظروف اقتصادية ضاغطة
وشهدت السجادة الحمراء بعض الاحتجاجات من العاملين المستقلين بالمهرجان، تنديدًا بظروف العمل وغياب الامتيازات.
وفي الوقت نفسه، ظهرت مؤشرات على تحولات اقتصادية وتقشف نسبي، مع تراجع إنفاق الاستوديوهات وتقليص عدد الممثلين التنفيذيين الحاضرين، وسط مخاوف من ركود اقتصادي يُلقي بظلاله على صناعة السينما.
مفاجآت المسرح.. وتارانتينو يخطف اللحظة

المخرج الشهير كوينتين تارانتينو قدّم لحظة مميزة بصعوده المسرح بأسلوبه المميز، معلنًا انطلاق المهرجان قبل أن يُلقي الميكروفون في لقطة بدت وكأنها مشهد من أحد أفلامه.
أفلام مهرجان كان المرتقبة وعين على الأوسكار
يعرض مهرجان كان 2025 لهذا العام مزيجًا من الأعمال التجارية الكبرى والأفلام الفنية، من بينها:
Eddington، للمخرج آري أستر
Alpha، للمخرجة جوليا دوكورناو
From the Top Down، للمخرج سبايك لي
The History of Sound، للمخرج أوليفر هيرمانوس
Emotional Value، للمخرج يواكيم ترير
ويأمل منظمو المهرجان أن يعيدوا تكرار نجاحات السنوات السابقة، مثل فيلم أنورا الذي فاز بالسعفة الذهبية في 2024، ثم تُوِّج لاحقًا بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم.
ترامب يهدد السينما العالمية ثم يتراجع
وقبيل المهرجان، أثار ترامب بلبلة بإعلانه نية فرض رسوم جمركية 100% على الأفلام الأجنبية، ما يهدد نموذج التمويل العالمي المعتمد عليه كثير من الأفلام المشاركة في المهرجان، ورغم تراجعه لاحقًا عن التصريحات، فإن القلق ما زال حاضرًا لدى الاستوديوهات.