دراسة: بعض أنواع الأكياس القابلة للتحلل قد يكون سام ويسبب تلف الكبد

حذر علماء من جامعة جنوب شرق الصين من أن الأكياس القابلة للتحلل الحيوي، التي غالبًا ما تُروج كبديل صديق للبيئة للبلاستيك التقليدي، قد تشكل خطرًا صحيًا خفيًا، بعد أن أظهرت دراسة حديثة وجود آثار سامة محتملة لهذه المواد على أعضاء حيوية في الجسم.
الأكياس القابلة للتحلل قد تكون سامة
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أجرى الباحثون تجارب على فئران مختبرية تم تغذيتها بجزيئات بلاستيكية دقيقة مشتقة من النشا وهي المادة الأساسية في العديد من المنتجات البلاستيكية القابلة للتحلل، وبعد ثلاثة أشهر رصد الفريق أضرارًا واضحة في الكبد والمبيض، إضافة إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي وتغيرات في بكتيريا الأمعاء قد تؤثر في الساعة البيولوجية للجسم.
وقال الدكتور يونغفينغ دينغ، أحد المشاركين في الدراسة التي نُشرت في مجلة Agricultural and Food Chemistry: قد لا تكون المواد البلاستيكية القابلة للتحلل الحيوي القائمة على النشا آمنة كما نعتقد، بل قد يكون لها تأثيرات صحية سلبية على المدى الطويل.
وأوضح الفريق أن الجرعات التي تم إعطاؤها للفئران تحاكي الكميات التي يُحتمل أن يتعرض لها الإنسان يوميًا من خلال الطعام أو الهواء أو المياه، وخلص الباحثون إلى أن التعرض المستمر ولو بجرعات منخفضة قد يؤدي إلى اضطرابات في استقلاب السكر والدهون، فضلًا عن التأثير على الإيقاعات اليومية للجسم.
مواد سامة من الأكياس
وفي سياق ذي صلة، أظهرت دراسة سابقة أجراها باحثون من المجلس الوطني الإسباني للبحوث، ونُشرت في مجلة Journal of Hazardous Materials، أن الأكياس القابلة للتحلل التي خضعت للتحلل تحت أشعة الشمس أطلقت موادًا سامة أثرت على خلايا الأسماك، على عكس الأكياس البلاستيكية التقليدية التي لم تُظهر نفس التأثيرات.
وقالت الباحثة الرئيسية سينتا بورت: لقد فوجئنا بأن الأكياس المصنفة على أنها قابلة للتحلل الحيوي كانت أكثر سمية، ونعتقد أن السبب هو المواد الكيميائية المضافة لتسريع عملية التحلل.
ويأتي هذا التحذير في وقت أصبحت فيه هذه الأكياس شائعة في العديد من الأسواق العالمية كخيار بيئي، ففي المملكة المتحدة، مثلًا أدى فرض رسوم على الأكياس البلاستيكية منذ عام 2015 إلى انخفاض استخدامها بنسبة تفوق 98%، مع توجه المستهلكين نحو البدائل القابلة للتحلل.
مع ذلك، تشير هذه النتائج إلى ضرورة إجراء تقييمات أكثر شمولًا وسلامة قبل التوسع في استخدام هذا النوع من البلاستيك في تعبئة الأغذية وغيرها من المنتجات الاستهلاكية.