في حدث غير معتاد: مسؤول سوري بارز يتحدث إلى هيئة البث الإسرائيلية ويشدد على أهمية السلام.

في خطوة غير معتادة أثارت الكثير من الجدل، أجرى المتحدث باسم وزارة الإعلام السورية، علي الرفاعي، حوارًا حصريًا مع هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أعرب فيه عن رغبة الحكومة السورية الجديدة في تحقيق السلام مع جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل.
الرفاعي، الذي يُعد من أبرز وجوه النظام السوري الحالي، وتلقى تعليمه السياسي والفكري على يد أحمد الشرع الرئيس السوري، فاجأ المتابعين بتصريحاته التي اتسمت بلغة تصالحية نادرة في الخطاب الرسمي السوري.
وقال الرفاعي خلال المقابلة التي أجراها روعي كايس محرر الشؤون العربية في هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: نريد السلام مع الجميع، بما في ذلك إسرائيل.. نريد ألا يهاجمنا أحد، وأن تنسحب إسرائيل من المناطق التي استولت عليها، وأن تلتزم بالاتفاقات السابقة.
هذه التصريحات تمثل تحولًا لافتًا في النبرة السورية تجاه إسرائيل، خاصة إذا ما قورنت بتاريخ طويل من العداء والتوتر بين الجانبين، كما أنها تأتي في ظل تساؤلات متزايدة حول التغيرات السياسية المحتملة في دمشق، خاصة بعد إعادة تشكيل بعض مفاصل الحكم خلال الأشهر الماضية.
ردود الفعل المتباينة
المقابلة أثارت ردود فعل متباينة داخل الأوساط الإعلامية والسياسية، إذ رأى البعض أنها قد تعكس محاولة من دمشق لإعادة التموضع إقليميًا ودوليًا، وربما فتح قنوات غير مباشرة للحوار، في ظل عزلة سياسية تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد.. بينما اعتبرها آخرون “مناورة إعلامية” لا تعكس نية حقيقية للتغيير في السياسات أو المواقف الجوهرية.
ويُذكر أن الحديث العلني من مسؤول سوري رفيع مع وسيلة إعلام إسرائيلية يُعد نادرًا للغاية، مما يجعل هذه الخطوة ذات دلالة خاصة، سواء جرى تبنيها رسميًا لاحقًا أم جرى التراجع عنها.
وفي جميع الأحوال، تبقى تصريحات الرفاعي محل متابعة دقيقة، في وقت تشهد فيه المنطقة تقلبات جيوسياسية متسارعة قد تعيد رسم التحالفات والمواقف بشكل غير متوقع.