تحذير من بكتيريا قاتلة في المملكة المتحدة نتيجة لجماليات غير مكلفة

حذّرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS، من تزايد حالات الإصابة ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، تعود بها إلى البلاد أعداد متزايدة من المرضى الذين خضعوا لجراحات تجميل رخيصة في الخارج، وخاصة في تركيا ودول أوروبا الشرقية.
بكتيريا قاتلة في بريطانيا بسبب عمليات التجميل
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أشارت التقارير إلى أن بعض مستشفيات NHS سجّلت ارتفاعًا بنسبة 30% في الإصابات ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، تُعرف بأنها قاتلة في حال وصولها إلى مجرى الدم، نتيجة مضاعفات جراحية أصيب بها مرضى بعد عودتهم من الخارج.
وأكدت ممرضات أنهن لاحظن زيادة ملحوظة خلال العامين الماضيين في حالات الجروح المتعفنة، والإنتانات الخطيرة، وحتى الوفيات، نتيجة مضاعفات عمليات أجريت في عيادات غير مرخصة أو تفتقر إلى الرقابة الصحية الكافية خارج المملكة المتحدة.
ووفقًا لتقرير صادر عن المجلة الطبية البريطانية، فإن أكثر من 5000 بريطاني خضعوا لجراحات إنقاص وزن في الخارج عام 2024، وهو عدد يفوق من تلقوا العلاج نفسه داخل NHS بين عامي 2021 و2022، وتصل فترة الانتظار لإجراء مثل هذه العمليات داخل المملكة المتحدة إلى أربع سنوات، ما يدفع المرضى للبحث عن بدائل أسرع وأرخص خارج البلاد.
وخلال مؤتمر الكلية الملكية للتمريض، أشارت نيكوما هاميلتون، ممرضة مكافحة العدوى من اسكتلندا، إلى ارتفاع كبير في اكتشاف سلالات من البكتيريا المقاومة لمجموعة كاربابينيم، وهي من أقوى المضادات الحيوية، ووصفت هذه السلالات بأنها الذروة في مقاومة الأدوية.
عمليات شد الجلد بعد فقدان الوزن
وأضافت الممرضة نيكولا سميث، من سلاو أنها عالجت حالات مروعة لمرضى عادوا من الخارج، أبرزها لامرأة شابة خضعت لعملية شد الجلد بعد فقدان الوزن، وعانت من جرح متعفن لم يُغلق جيدًا، مما أدى إلى مضاعفات كادت تودي بحياتها.
ودعا الطاقم التمريضي إلى ضرورة تحميل العيادات الأجنبية المسؤولية المالية عن المضاعفات التي يُصاب بها المرضى، من خلال فرض تأمين صحي إلزامي يُمكّن NHS من المطالبة بالتعويضات.
وكانت الجمعية البريطانية لجراحي التجميل قد حذرت بدورها من خطورة هذه الظاهرة، مؤكدة أن بعض المرضى يعودون وهم يحملون سلالات من البكتيريا شديدة المقاومة، مما يهدد الصحة العامة.
وتشير بيانات وكالة الأمن الصحي البريطانية إلى أن حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية ارتفعت بنسبة 7% في البلاد، من 62 ألف إصابة عام 2019 إلى 67 ألفًا في عام 2023.
ومن جهتها، شددت كارلي ويتاكر، رئيسة التمريض في الجمعية الملكية للممرضين، على ضرورة توعية المرضى بالمخاطر المرتبطة بالعلاج في الخارج، خصوصًا في ظل ضعف الرعاية اللاحقة واحتمالات الإصابة بالعدوى، ودعت إلى معالجة جذور المشكلة المتمثلة في قوائم الانتظار الطويلة داخل NHS.
وفي السياق ذاته، حثّ وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتينج، المواطنين على إعادة التفكير قبل اتخاذ قرار السفر للعلاج خارج البلاد، مشيرًا إلى أن النظام الصحي الوطني لم يعد قادرًا على إلمام آثار هذه المغامرات الصحية غير المدروسة.