طائرة قطر تثير القلق في واشنطن.. ضغوط على وزارة الدفاع واستجواب وزيرها حول قبول ترامب للهبة الفاخرة.

وجّه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين رسالة إلى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، يطالبونه فيها بتقديم توضيحات بشأن قبول الرئيس دونالد ترامب لطائرة فاخرة من طراز بوينج 747-8 مقدمة من الحكومة القطرية، مشيرين إلى ما وصفوه بمخاطر أمنية واستخباراتية قد تترتب على هذه الخطوة.
طائرة قطر هدية لـ ترامب
الرسالة، التي قادتها السيناتورة تامي داكوورث وصدرت الأربعاء، شددت على أن الشعب الأمريكي يستحق معرفة خطط الإدارة لتأمين هذه الطائرة، وما قد تنطوي عليه من ثغرات تهدد الأمن القومي، إضافة إلى تكلفة دمجها ضمن أسطول الطائرات الأكثر حساسية لدى الدولة.
وبحسب موقع ذا هيل، كان ترامب قد أعلن مطلع هذا الأسبوع عن نيته قبول الطائرة في صفقة وصفها بأنها علنية وشفافة، حيث ستتسلمها وزارة الدفاع الأمريكية مباشرة من الجانب القطري، لكن الإعلان أثار انتقادات من أعضاء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
الرسالة الديمقراطية وصفت الخطوة بأنها غير دستورية، وأبدت قلقًا بالغًا حيال احتمالات استغلالها من قبل وكالات استخبارات أجنبية أو أطراف معادية، معتبرة أن طائرة رئاسية غير مؤمّنة بالكامل تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي.
وانضم عدد من الجمهوريين إلى التحذيرات، من بينهم السيناتور تود يونج والسيناتور تيد كروز، حيث عبّر يونج عن عدم ارتياحه للصفقة، مشيرًا إلى ضرورة التحقق من مواصفات الأمان والتجهيزات التقنية، بما في ذلك أجهزة التنصت المحتملة.
وحذرت الرسالة، التي وقعها أيضا أعضاء بارزون مثل جاكي روزن، مازي هيرونو، إليزابيث وارن، آدم شيف، كريس فان هولن، ديك دوربين، إليسا سلوتكين، مارك كيلي، مايكل بينيت وتشاك شومر، كذلك من مخاطر الهدر وسوء استخدام الموارد، في وقت تسعى فيه إدارة ترامب إلى تقليص الإنفاق الحكومي عبر إصلاحات تقودها وزارة الكفاءة الحكومية.
وأشار المشرّعون إلى أن تجهيز الطائرة القطرية لتفي بمتطلبات الأمن الرئاسي قد يكلف أكثر من مليار دولار، رغم أن ترامب يروج للصفقة على أنها توفر على دافعي الضرائب، إذ تقدّر قيمة الطائرة الحالية بنحو 400 مليون دولار.
وأضافوا أن الإنفاق على تطوير هذه الطائرة غير المراجعة، في وقت يستخدم فيه الرئيس بالفعل طائرة مؤمّنة ومجهزة، يعد خطوة غير ضرورية ومبذّرة تتعارض مع خطاب الإدارة حول الكفاءة الحكومية.
كما وقع السيناتور المستقل أنجوس كينج على الرسالة التي دعت وزير الدفاع إلى تقديم ردود على عدد من الأسئلة بحلول الأول من يونيو المقبل.
وفيما أبدى بعض المسؤولين قلقًا من البعد الأخلاقي للصفقة، في ظل وجود مصالح تجارية للرئيس ترامب في المنطقة وروابط أخرى بين مسؤولين بالإدارة وقطر، رفض البيت الأبيض هذه الانتقادات واعتبرها محاولة لصرف الأنظار عن إنجازات الرئيس.
المتحدثة باسم البيت الأبيض تايلور روجرز قالت إن ترامب حقق مكاسب وصفقات بمليارات الدولارات لصالح الولايات المتحدة، وأنه يضع مصلحة الأمريكيين في المقام الأول، مضيفة أن الهبة المقترحة من حكومة إلى حكومة للقوات الجوية الأمريكية قانونية.
يأتي الجدل حول الطائرة في وقت يقوم فيه ترامب بجولة في الشرق الأوسط، حيث يروج لاتفاقيات استثمارية كبرى، من بينها صفقة قطرية لشراء 160 طائرة من بوينج، والتزام سعودي باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، بالإضافة إلى شراكات دفاعية بمليارات الدولارات مع المملكة.