بعد حادثة الطفلة صوفيا | اتهامات سمسرة المرضى تطارد المسعفين.. والنقيب: حالات استثنائية نتيجة المستشفيات الخاصة

بعد واقعة وفاة الطفلة صوفيا أحمد على الطريق الساحلي، وما تلاها من اتهامات وجهها والدها لهيئة الإسعاف المصرية بالتقصير في الخدمة، كشف طبيب مصري يعمل بالخارج عن بيع بعض المسعفين للمرضى والمصابين للمستشفيات الخاصة مقابل عمولة أو نسبة من تكلفة العلاج، وهو اعتبره وائل سرحان، رئيس مجلس إدارة النقابة العامة للعاملين بهيئة الإسعاف المصرية، ممارسات فردية لا تعبر عن جميع الطواقم الإسعافية، ناتجة عن ضغوط واستمالات مباشرة من المستشفيات الخاصة.
طبيب مصري يتلقى عرض من مسعف بتحويل مريض له مقابل عمولة
وروى الطبيب المصري أحمد بسيم، استشاري جراحة الأعصاب في جامعة هانوفر الطبية بألمانيا، واقعة تعود إلى بداية مسيرته المهنية في مصر قبل 15 عامًا، حيث تلقى اتصالًا من مسعف، وصل إليه عبر طبيب صديقه، يعرض عليه إحالة مريض مصاب بكسر في الفقرات العنقية إلى أي مستشفى خاص يحدده الطبيب، مقابل الحصول على 10% من تكلفة العلاج.
وأوضح الدكتور أحمد بسيم، في منشور على صحفته الشخصية بموقع فيسبوك، أنه رفض هذا العرض مهددًا المسعف بإبلاغ الشرطة، ما دفع المسعف للاعتذار وتبرير موقفه.
هذا المنشور أثار حالة من الاستياء والغضب بين المواطنين، إذ شارك كثير منهم تجارب مماثلة حوَّل فيها بعض المسعفين الحالات إلى القطاع الخاص نظير عمولة، أو تعرضهم لتقصير في الخدمة الإسعافية المقدمة من هيئة الإسعاف المصرية.
من جانبه، أكد وائل سرحان، رئيس نقابة العاملين بهيئة الإسعاف المصرية، أن ما تم تداوله من قبل أحد الأطباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن سلوكيات بعض المسعفين في إحالة الحالات الطبية غير دقيق، مشيرًا إلى أن العكس هو الصحيح، حيث تتنافس مستشفيات القطاع الخاص على استقطاب الحالات من خلال استمالة بعض عناصر الطواقم الإسعافية، مقابل مزايا مالية أو خدمات أخرى.
المستشفيات الخاصة تعرض إغراءات مالية على المسعفين لإحالة المرضى لهم
وأوضح وائل سرحان، لـ القاهرة 24، أن تلك الممارسات لا تصدر من جانب المسعفين كمبادرة منهم، وإنما تأتي بضغوط مباشرة من أصحاب بعض المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة، التي تسعى لإحالة الحالات إليها دون غيرها، ما يخلق مناخًا من الابتزاز المهني، ويضع العاملين بالإسعاف تحت ضغط كبير.
وشدد نقيب المسعفين على أن الأطقم الإسعافية لا تعرض الحالات على المستشفيات من تلقاء أنفسهم، بل يتلقون رغبات وإغراءات من الجهات الخاصة التي تسعى لاستقطاب المرضى، وهو أمر لا يتماشى مع البروتوكول الرسمي للعمل، والذي ينص على نقل المريض إلى أقرب مستشفى حكومي أو جامعي، إلا إذا طلب المريض أو ذويه التوجه إلى مستشفى خاص مقابل دفع رسوم إضافية.

تعليمات رسمية للمستشفيات الخاصة عن عمليات إحالة مرضى نظير مقابل
وأشار سرحان إلى أن الأزمة الحقيقية تكمن في النقص الحاد في خدمات المستشفيات العامة والجامعية، والتي كثيرًا ما ترفض استقبال الحالات المعقدة بسبب ضعف الإمكانيات ونقص الأسرة المتاحة، ما يدفع المرضى وأسرهم للجوء إلى القطاع الخاص رغم التكاليف المرتفعة.
وكشف رئيس النقابة عن أ، الهيئة العامة للإسعاف أصدرت تعليمات رسمية للجهات الطبية الخاصة بالإبلاغ عن أي مسعف يقوم بإحالة مريض أو مصاب نظير مقابل مادي، لكن للأسف لم يتم التبليغ أو اتخاذ إجراءات فعالة على الأرض بسبب المصالح الكبيرة التي تربط المستشفيات الخاصة بهذه السلوكيات.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الممارسات ليست عامة في جميع المحافظات، وأن الغالبية العظمى من أطقم الإسعاف تلتزم باللوائح المهنية، مشيرًا إلى أنه يتم التحقيق مع من يثبت تورطه في مثل هذه الممارسات، ويتم توقيع الجزاءات المنصوص عليها في لائحة هيئة الإسعاف دون تهاون.