مدرسة فرنسية واللام الشمسية !!

مدرسة فرنسية واللام الشمسية !!

تابع الملايين من عشاق الدراما التليفزيونية برمضان الماضي مسلسل لام شمسية للكاتبة مريم نعوم والمخرج كريم الشناوي اللذان صنعا هذه التحفة الدرامية التي أحدثت صدى ودوي كبيران فقد دخل المسلسل في أعماق عالم مسكوت عنه لم يجرؤ كاتب من قبل على اقتحامه؛ ومن خلال المشاهدة والمتابعة للأحداث اكتشفنا المقصود من تسمية المسلسل بهذا الاسم (لام شمسية) ولكن لا يعرف فاللام الشمسية تختلف عن القمرية، الأولى لام موجودة وغير منطوقة بينما الثانية موجودة ومنطوقة في إشارة من الكاتب أن ظاهرة التحرش التي يناقشها العمل ظاهرة وموجودة وبكل أسف غير معلنة أو منطوقة كالام الشمسية ويا لها من صورة بلاغية تستحق الإشادة لتعبيرها عن صلب الموضوع. 

دعوني ادخل في صلب موضوع مقالي والمغزى الأساسي منه الذي يكمن في السكوت عن الخطأ.. 
هل تختلف ظاهرة التحرش عن ظاهرة التنمر أو البلطجة المدرسية بين التلاميذ ؟! في رأيي المتواضع لا لأن جميعهم يؤدون إلى المرض النفسي مع اختلاف الدرجات والتبعيات؛ كيف لطفل برئ صغير لم يتجاوز عمره الثانية عشر عامًا أن يتعرض إلى القمع والخوف والإرهاب والترويع بمدرسته التي هي مكانه الطبيعي !!؟ كيف لطفل لا حول له ولا قوة أن يكره فكرة الذهاب إلى مدرسته تحاشيا من التعرض للترويع والضرب !؟ كيف لمنظومة إدارية لمدرسة عريقة صاحبة الباع الكبير في نظام التعليم المصري أن تقبل بما تفعله تلميذة بالصف السادس الابتدائي من أفعال مشينة وبلطجة مع معظم بنات دفعتها ؟! كيف لا يوجد حساب رادع خاصة وأن الشكاوى المقدمة لإدارة المدرسة والمدعومة برسائل تهديد التلميذة للبنات وبفيديوهات كاميرات المراقبة بالمدرسة !!! كيف للإدارة أن تسمح للتلميذة بتهديد الجميع بوالدها صاحب النفوذ كما تزعم، حتى وصل الأمر إلى أنها ترسل رسائل لزميلاتها وتسبهم وتتوعدهم وأهاليهم بالسجن على يد والدها !؟ أين مديرة هذا الصرح التربوي العظيم من كل هذا !! ولماذ لا تقابل أولياء الأمور المتضررين ولا تناقش حتى شكواهم!؟ أين المنطقة التعليمية التي وصلتها الشكاوى بعد يأس أولياء الأمور وفقدانهم الأمل في أي تحرك إيجابي منصف من إدارة المدرسة ؟ أين وزارة التربية والتعليم التي وصلتها الشكاوى بعد اليأس من استجابة المنطقة التعليمية ؟!؟ 
وأين ولي أمر هذه التلميذة !؟ ومن يكون كي لا يحضر لاستدعاءات ولي الأمر المتكررة التي تزعم المديرة أنها أرسلتها!؟
أسئلة عديدة تبحث عن إجابات حان وقتها لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، لقد وصل الأمر إلى أنه بعد كتابة منشور على صفحتي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تناقلته الصحافة، تلقت زوجتي اتصالات هاتفية من بعض أولياء الأمور يطلبون منها إيقافي عن الحديث في هذا الموضوع الشائك خوفا من رسوب بناتهن كرد فعل!!! لا وألف لا لكل لام شمسية قد تعرض أطفالنا لأمراض نفسية وتثير الذعر في نفوسهم ؛ لقد بدأت ولن أتراجع خاصة وأنني قد بادرت في بداية الأمر بالتهدئة ودفعت زوجتي للاتصال بوالدة التلميذة واخذت وعد منها آلا تتعرض لابنتها وكان الرد من التلميذة أكثر وقاحة !! 
عالجوا وربوا أبنائكم ولا تتركوهم يرهقون أبناء الغير بأمراضهم النفسية وسوء تربيتكم لهم؛ وعلى مديرة المدرسة أن تظهر وتتخذ الإجراءات القانونية ضد المعتدي وإن لم تظهر فعلى وزارة التربية والتعليم أن تتحرك على الفور، أخيرا وليس آخرًا، لقد كانت كلماتي رقيقة وكان تصعيدي للموقف على مستوى سن التلميذة إياها وإن لم يحدث تحرك فسنعود بالأدلة والبراهين والأسانيد ليس فقط على صعيد إرهاب التلميذة لزميلاتها وإنما على صعيد آخر يتعلق بكيفية إدارة مؤسسة تعليمية تربوية كبيرة من جهة ومن جهة أخرى عن كينونة والد التلميذة التي تهدد به الجميع.