الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور
للأسف بلغنا مرحلة صعبة من التخوين والانتقاد لمجرد إبداء الرأي بأدب واحترام، بتنا نعيش في زمنٍ يُمارَس فيه نوع من البلطجة الفكرية، حيث يُصنّف كل من يختلف معك في الرأي على أنه ضدك، لا لشيء سوى لأنه لم ينضم إلى شلّتك أو يردد كلامك.
هناك من يُتقن قيادة الرأي العام من خلال التحزّب والتكتلات، فيسوق أفكارًا قد تحمل بعض الصواب، لكنها لا تخلو من الخطأ، ثم يمارس الإرهاب الفكري على كل من يعارض أو يلتزم الحياد.
الكلمة أقوى من السيف، فالسيف يقتل فردًا، أما الكلمة فتقتل مجتمعًا بأكمله إن كانت مسمومة أو مدفوعة بأهداف خفية، واليوم أصبحت السوشيال ميديا ساحات قتال من أجل الريتش والمشاهدات، وهناك من يتاجر بالدماء والقضايا فقط لتحقيق مكاسب شخصية.
ما الضرر لو تعلمنا كيف نتحاور؟ كيف ننصت؟ كيف نترك مساحة للرأي الآخر؟ نحن لا ننطق وحيًا، وآراؤنا قابلة للصواب والخطأ.
نعيش اليوم في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، زمنٍ جنّ فيه الناس من هوس البث المباشر ومنصات التواصل، وكل فرد أصبح ناقدًا ومحللًا ومفكرًا، حتى الجاهل منهم! أشفق كثيرًا على الأجيال المقبلة من حروب الكلمة، ومن صراع السيطرة على عقول الناس من خلال السوشيال ميديا.