تجربة التحول.. وموسم حج فريد من نوعه

تجربة التحول.. وموسم حج فريد من نوعه

جاء موسم حج 1446هـ ليرسّخ ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من تميز مؤسسي وقدرة تنظيمية متقدمة، ويُجسد حجم العناية التي توليها القيادة الرشيدة -ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- لخدمة ضيوف الرحمن، وجعل رحلتهم إلى المشاعر المقدسة تجربة يسيرة، آمنة، وملهمة في آنٍ واحد.

ما تحقق في هذا الموسم لا يمكن وصفه إلا بالنجاح الاستثنائي؛ نجاح يرتكز على رؤية وطنية طموحة، وجهود تكاملية بين مختلف القطاعات، وإصرار على تحويل التحديات إلى فرص للتحسين. لقد لمسنا بوضوح الانسيابية في الحركة والتنقل، وتكامل الخدمات، وارتفاع مستوى الجاهزية في كافة مرافق المشاعر، مما أتاح للحجاج أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.

وبالنسبة لي، وقد تشرفت في وقت سابق بخدمة هذا القطاع من خلال رئاسة بلدية المشاعر المقدسة والعمل كمدير عمليات للمشاعر لمدة 25 سنة، فإن هذا التطور الكبير يدعو للفخر والامتنان، ويعكس حجم التحولات التي شهدها القطاع البلدي والحج بوجه عام. هذه التحولات لم تأتِ من فراغ، إنما هي امتداد لجهود تراكمية، وسنوات من البناء والتخطيط، والحرص على تطوير البنية التحتية والخدمات لتكون في مستوى الطموح.

وفي هذا السياق، أجد من الوفاء أن أُثني على الجهود الكبيرة التي بذلها الزملاء في أمانة العاصمة المقدسة، وعلى رأسهم معالي المهندس مساعد الداوود، الذي قاد المنظومة البلدية بمهنية عالية وإخلاص في خدمة مكة والمشاعر، وأسهم في تطوير آليات العمل وتعزيز كفاءة الأداء.

إن موسم حج هذا العام تحول لنموذج يُحتذى في الإدارة، والتكامل، واستثمار التقنية، ورفع كفاءة الكوادر الوطنية، في سياق يعكس ما وصلت إليه المملكة من جاهزية وتقدّم في مختلف المجالات.

حفظ الله وطننا وقيادتنا، وبارك في كل يد تسهم في خدمة مكة، والمشاعر، وضيوف الرحمن.