خبير يفصل في جدل المشي حافي القدمين على الرمل ويؤكد لـ المدينة: الفوائد تفوق الأضرار

ما زال الجدل مستمرا حول فوائد المشي على الرمل وانعكاساته على صحة الجسم ، فمنهم من ذهب إلى وجود بعض الفوائد ، فيما نفى البعض الآخر تلك المزاعم التي لا تستند إلى دراسات علمية موثقة ومحكمة على حد قولهم .
وحول فوائد المشي على الرمل ومزاعم النفي يقول طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين لـ” المدينة” :
إن الفوائد في هذا الجانب غلبت الأضرار ، فالكثير من التقارير الصحية أوضحت أن المشي حافي القدمين على الرمال الناعمة يعتبر مفيد لتحسين الدورة الدموية والمزاج وتقليل التوتر والقلق، إذ يعطي شعورا بالراحة والهدوء، بالإضافة فإن المشي فوق الرمال يعزز عمل القلب وتقوية العضلات ، ويساعد على زيادة حرق السعرات الحرارية ، كما أن هناك فوائد إيجابية تنعكس على الجلد ، فالرمال تحتوي على معادن جيدة تساعد على التخلص من خلايا الجلد الميتة وتنعيم البشرة ، بجانب تحفيز الجهاز المناعي ، فالجسم يتعرض للأملاح والمعادن الموجودة في الرمل وهذا يعزز قوة الجهاز المناعي.
وتابع أن هناك آراء أخرى ذهبت إلى أن للأرض قوة كهربائية خاصة تعطي قوة حيوية لأي شخص يمشي عليها حافي القدمين ، إذ إن المشي حافي القدمين يساعد على امتصاص الأيونات السالبة من الأرض، وبسبب الاتصال الجسدي المباشر، فإنه يسمح بإمداد كبير من الإلكترونات من سطح الأرض ، كما تبين في بحث علمي أن معظم الذين يعانون من آلام القدمين يعود سببه ارتداء الحذاء دائماً، ولذلك فإن العلاج المثالي هو المشي حافي القدمين في أماكن نظيفة أو رمال ناعمة أو العشب أو الخشب لمدة ربع ساعة كل يوم ، فذلك ينشط الأوعية الدموية ويحافظ على الشكل الطبيعي للقدم ويقوي عضلات الساق ويهدّئ النظام العصبي.
وأضاف : في كل اكتشاف علمي لابد أن نجد إشارة نبوية له، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بممارسة هذا النوع من أنواع المشي فقد روي عن أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحياناً) [رواه أحمد] ، كما لا يفوتني هنا أن أستشهد بمقولة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” لبس النعال من السنة ، والاحتفاء من السنة أيضا، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الإرفاه ، وأمر بالاحتفاء أحيانا ، فالسنة أن الإنسان يلبس النعال لا بأس، لكن ينبغي أحيانا أن يمشي حافيا بين الناس ، ليظهر هذه السنة التي كان بعض الناس ينتقدها، إذا رأى شخصا يمشي حافيا ، وأيضا ما قاله الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله : “إذا كانت الأرض فيها أمور تقتضي الانتعال ، فإن الإنسان ينتعل ، فإذا كانت الأرض مثلاً فيها زجاج أو فيها حديد أو كان فيها حجارة أو شوك ، أو رمضاء في شدة حرارة الشمس : فإن الإنسان يجعل هذه الوقاية التي أنعم الله تعالى بها عليه، وهي استعمال النعال .
وأكمل د.ضياء : لا يخفى على أحد أننا نحن المسلمين نمارس هذه “الرياضة” أثناء دخولنا إلى المسجد، حيث يدخل المؤمن حافياً خمس مرات كل يوم ولو حسبنا مجموع المسافة التي يمشيها المؤمن داخل المسجد (وبخاصة إذا كان المسجد كبيراً) فإنها كافية كل يوم لكسب فوائد هذه الرياضة ، شريطة أن تكون الأرض مفروشة بالسجاد وليس مشيًا على السيراميك أو البلاط.
ونوه د.ضياء أن هناك تقارير صحية عالمية بينت أن هناك فوائد تنعكس على الأطفال من المشي حافي القدمين منذ الصغر ، فمشي الطفل حافيًا حتى بلوغه سن 3 سنوات مفيد لنمو عظام القدمين بشكل سليم، إذ يقوم المخ بإعطاء إشارات بتعديل وضع عضلات القدمين ، ومن فوائده الأخرى حماية الظهر وتقوية جهاز المناعة، لأن المشي حافيًا مفيد بالنسبة لصحة الظهر ويساهم أيضًا في الحماية من نزلات البرد وتقوية جهاز المناعة، فتغيير درجة الحرارة يعزز قدرة المقاومة لدى الجسم ، كما يحمي المشي الحافي من الدوالي لأنه يزيد من فاعلية ضخ الدم في الأوردة، وبالتالي لا تحدث الدوالي المزعجة، لاسيما بالنسبة للنساء.
ويختم د.ضياء حديثه بقوله:
من كل ما سبق يتضح أن هناك فوائد عديدة لا يمكن حصرها للمشي حافي القدمين على الرمل النظيف أو العشب ، إذ تعزز هذه الممارسة – كما أشرت – توازن القدم والجسم، وتقوّي العظام والمفاصل والأربطة، وتحسّن نطاق حركة الكاحل. فعندما تعمل هذه العظام والأربطة بشكل صحيح، تتحسن وضعية الجسم ، وبذلك يمكن المشي حافي القدمين يوميًا في الأماكن المتاحة سواء في المنزل وعلى السجاد أو الأرضية الخشبية أو على البحر لمدة نصف ساعة أو أقل، ولكن من المهم أن تكون الأرضية نظيفة لا تؤذي الأقدام ، مع مراعاة أن مرضى السكري لا يسمحون نهائيا بالمشي حافي القدمين ، تفاديًا لمشاكل التعرض لجروح القدمين .