وداعًا للصديق الوفي الدكتور عبدالرحمن خوقير

وداعًا للصديق الوفي الدكتور عبدالرحمن خوقير

فجعتُ، كمَا فُجع لفيفٌ كبيرٌ من الأصدقاءِ المحبِّين لسعادة الدكتور عبدالرحمن بن محمد نور بن عبدالرحمن خوقير، بنبأٍ زلزل أفئدتنا، وهزَّ مشاعرنا.

تتقلب بنا المشاعر والظروف والأحداث لكن لا شيء أكثر ألماً وحزناً من فقد إنسان متفرد بوفائه وعظيم سجاياه.

وقد عرفتُ الأخَ العزيز عبدالرحمن خوقير بين الحياء والأدب الجمِّ، وقد عُرف عنه الانضباط، وبساطته.. اجتمعنا.. ارتبطنا.. تزاملنا.. تصادقنا.. تصاحبنا لفترة طويلة من عمرنا من الود الخالص ولم تكن زمالة عادية بل كانت زمالة وصداقة مميزة.

لقد رأيته، وتلمَّستُ بعضًا من صفات شخصيَّته الفذَّة في مواقف عدَّة، أذكرُ منها -على سبيل المثال لا الحصر- أنَّه كان مخلصاً متفانياً في عمله لخدمة المحتاجين، خدوماً لكل من يطلب منه المساعدة يؤدي الخدمة بمحبة وشهامة كلمة ً(نشمي) الدارجة عندنا قليلة في حقه وجمع من الصفات أجملها ومن المحاسن أكرمها وأعلاها لروحه الطيبة دعواتنا الصادقة برحمة الله ومغفرته فكم كان راقٍ في سلوكه وكم كان مخلصاً وصادقاً وصدوقاً.. كم كان كريماً مجاملاً.. كم كان خفيف الظل حاضر البديهة لطيف المعشر.. تلك خيوط شخصيته وذلك سر تفرده وسر حب ودعاء الناس له.

أبا فراس أخي وصديقي الصدوق:

ما جال في خاطري يوما واحلامي تسامرني أني سأرثيك

إن اردته أخاً كان عضيداً وإن اردت منه النصح وجدته حكيماً ولا يبخل بنصحه.. مثل السحابة أينما ذهبت أمطرت، تجاربه في الحياة منحته بعداً أخر في كل المجالات.

رحمك الله يا صديقي وجعل منزلتك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقا..

رحلت جسداً وستبقى روحك الطاهرة في قلوبنا.. تركت لنا سمعتك وطيبتك بين الناس ليذكرك كل من يعرفك ويذكر محاسنك ويذكر طيبتك التي لا ينساها أحد. كنت نعم الصديق والسند الذي استند عليه، وكم من مرَّة كنتُ أراه يشتاطُ غضبًا، ولم أسمعْ في يومٍ ما أنَّه قد أخطأ لفظًا، أو إشارةً، أو همزًا، أو لمزًا على أحد، كان خلقه الحميد سيَّد الموقف، وكان الصمتُ ملاذه في معظم الأحيان.

ختاماً أعزي نفسي في فقيدنا الغالي وعزاء النفس بالصبر والتصبر؛ وأقدم التعازي أصدقها وأخلصها لزوجته المصونة وللابن العزيز الدكتور فراس عبدالرحمن خوقير، وشقيقته الدكتورة هزار، وكافة أفراد أسرتهم وإلى كل أصدقائه ومحبيه.

والله إن القلب ليحزن، وأن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يُرضي الله سبحانه وتعالى (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون) و (إنَّا لفراقِكَ يَا أبَا فراس لمحزنون).