نقاط فريقنا تحت حروفه..!!

ما زلتُ أذكرُ منتخبنا، الأخضر القويَّ العريقَ، حين كان يستنزعُ آهات الإعجاب من الجماهير السعوديَّة، والخليجيَّة، والعربيَّة، والآسيويَّة، والعالميَّة، استنزاعًا مُبينًا، ويلعبُ بروعةٍ وفنٍّ فتلعب معه أجسادنا، ويركل أهداف الفوز أشكالًا وألوانًا في مرامي الخصوم، فتنبض معه قلوبنا، وينتصر فتنتصر معه أرواحنا ومعنوياتنا، ويفوز بالبطولات فننسى همومنا وغمومنا.
واليوم تغيَّر كلُّ شيءٍ، ولم يعد منتخبنا ذلك الرَّقم الصَّعب في المحافل الكرويَّة، ولم يعد أفرادُه يشمُّون رائحة العُشْب كثيرًا؛ لأنَّهم -بالكاد- يدهسونه بأقدامهم مع أنديتهم، وتدهور مستواه، وتدحرج للأسفل، واعتاد على الخروج المُبكِّر من البطولات، وهزائمه الكثيرة صارت تُروى منَّا على استحياء، ومن غيرنا بسخرية، حتَّى من منتخبات أَلِفْنَا الفوز عليها سابقًا داخل وخارج الديار!. ونحن قد صنعنا دوريًّا محليًّا قويًّا أبهر العالم، ونسينا أنْ نجعل نصفه، أو زِدْ عليه لأبنائنا اللاعبين السعوديِّين، فصعُبَ انتخاب منتخبنا، وكيف لا يصعُب الانتخاب والمرشَّحون للانتخاب هم ثلاثة لاعبين من أصل أحد عشر لاعبًا؟ وقد لا يلعب الثلاثة أساسيِّين، فمن أين ننتخب منتخبنا؟ وعلى أيِّ أرض نغرس بذورًا؛ كي نقطفها ثمارًا؟ لقد تزوَّجت أنديتنا من لاعبين أجانب كُثُر، بينما أصبح منتخبنا ابنًا يتيمًا في بيت أهله وعزوته!.
وكان دورينا في السابق غير مشهور عالميًّا، لكنَّ منتخبنا كان قويًّا؛ لأنَّه بُنِي من هياكل سعوديَّة صلبة، وليس من عضلات أجنبيَّة مُستأجرة، أمَّا اليوم فدورينا مشهورٌ عالميًّا، لكنَّ منتخبنا اختفى، ولا يُرى داخل خرائط المنافسة!. ونقاط منتخبنا موضوعة الآن تحت حروفه، وليس فوقها، ولن يُصلح حاله إلَّا قرار شجاع، يعيد التوازن بين استثمار كرة القدم، وهوية الوطن، وإنْ كُنَّا نريد إشهار دورينا، فاستعادة قوَّة منتخبنا هي خير عضد، ولا مفرَّ من إنقاص عدد اللاعبين الأجانب من ٨ إلى ٥ فقط، هم أعلى جودة من الثمانية، وأنْ يلعب كلُّ مباراة في الدوري ٥ إلى ٦ لاعبين سعوديِّين، أساسيِّين وغير قابلين للاستبدال، إلَّا بسعوديِّين غيرهم، وأنْ يكون الدوري مسلسلَ تأهيلِ لاعبينا لمنتخبنا، وليس مسرحَ تأهيلِ للأجانب لمنتخبات بلادهم!.
فيا سادتي: أرجوكم، أدركوا منتخبنا، وعالجوا مرضه، وليس عرضه، واجعلوه في كفَّة لا ترجح ضدَّه كفَّة الأندية كائنةً من كانت، وأعيدوا ترانيم الفرح والانتصارات لجماهيرنا الذائبة في عشقه، واجعلوه أساس الكرة السعوديَّة، وعمودها المتين، وقُرَّة عين للسعوديِّين، ألَا هل بلَّغت؟ اللَّهمَّ فاشهد.