لتجنب تأثير أسماء المواليد على استقرار الأسرة

نزاعات شتّى، ومواقف أسريَّة حرجة وغير ذلك، كلها تقود – بكل أسف- إلى تمزيق الأسرة من خلال الطلاق أو الخلع، وكلاهما له نتائج وخيمة على الكيان الأسري، والأسرة هي نواة المجتمع، وبالتالي فإنّ أي خللٍ يهزُّ هذا الكيان؛ ينعكس سلباً على المجتمع.
ودون الخوض في أسباب الطلاق – وهي متعددة- إلّا أن ما لفت نظري هو السبب الجديد الذي أضيفَ إلى الأسباب السابقة، وهو الحرج الذي يواجه بعض الأزواج حول تسمية المولود، والتدخلات الأسرية التي تزيد الأمر تفاقماً بين خلاف الأبوين، ومنها على سبيل المثال: طلبُ أو إملاء الجد والجدة على ابنهما إطلاق أحد اسميهما على المولود، ويحدث في بعض الحالات أن بعض الأسماء فيها من الغرابة أو قد تكون مثار سخرية بعض أفراد المجتمع، وبعض أسماء الأجداد يكون غريباً وليس له معنى، ولكن يضطر الزوجان الى المجاملات؛ ليحافظ كل منهما على رضا والديه، وهذا قد يُدخل الزوج في نزاع مع زوجته، خاصة إن كان هناك تدخلات من قبل أهل الزوجة، فيتفاقم الأمر سوءاً، وتذهب أجواء الفرح بقدوم المولود، وتتحول إلى نزاعات متعددة الأطراف.
من المعلوم أن الناس قد اختلفوا منذ القدم في اختيار الاسم للمولود، كلٌّ حسب ثقافته وتفكيره، والبعض يكون مستعداً قبل الولادة في اختيار اسم المولود ذكراً أو أنثى، والبعض لا يبحث عن الاسم حتى قدوم المولود.
هناك من يعتقد أن الأخذ بتسمية أحد الوالدين يُعدُّ بِرَّاً بهما، لا سيما إن كانا على قيد الحياة، وغير ذلك من المبررات، ويبقى السؤال قائماً:
كيف يمكن التخفيف من وطأة هذا الأمر أو تلافيه لتنعم الأسرة بفرح قدوم المولود، والابتعاد عن مزالق ما يؤدي إلى الفتن والنزاعات.
لعل في مقدمة هذا الأمر أن يتم الحوار بين الزوجين في وقت مبكر للاتفاق على اسم المولود؛ والإفصاح سلفاً للمحيط العائلي، أما في حالة عدم التوافق بين الوالدين، فالأمر يستوجب تنازل أحدهما عن رغبته لصالح الآخر، وقد يمنح الفرصة للمولود الثاني، ولا بأس أن يتفقا على إجراء القرعة إذا ارتضى الطرفان هذا المقترح. وعلى الجد والجدة أن يبقيا في منأى عن التدخل حفاظاً منهما على رغبة الزوج والزوجة بمولودهما، حتى لا يكونا سبباً لأي اختلاف. كما يلزم الزوجين أن يحسنا اختيار الاسم؛ حتى لا يضر نفسية الطفل في المستقبل أو يُعرّضه للتنمر. ومن المعلوم أن حسن الاختيار من صفات الخير وسمات العلو والرفعة، وقد أفصح مسؤول في الأحوال المدنية فيما يخص ضوابط تسجيل الأسماء؛ بأنه لا يسمح بالأسماء المركّبة مثل محمد صالح، محمد مصطفى، وما إلى ذلك، وكذلك الأسماء المخالفة للشريعة مثل (عبدالرسول)، وقد قام سيد البشر بتغيير عدة أسماء مثل: زيد الخيل، إلى زيد الخير، وآخر؛ اسمه غاوي بن ظالم، إلى راشد بن مقسط، كما تفاءل باسم سهيل بن عمرو حين قدومه من قريش ليُصالحوه، فقال عليه الصلاة والسلام: سهل الأمر إن شاء الله.
وللإحاطة؛ فإن مَن تجاوز سن 18 عاماً، ويحمل الهوية الوطنية، جاز له أن يتقدم بطلب تغيير الاسم دون الحاجة لإقرار من والديه.