إسرائيل تستهدف محطة التلفزيون.. وإيران تضرب في العمق

فيما يشبه «حرب المدن، شن الجيش الإسرائيلي هجوما على التلفزيون الرسمي الإيراني ظهر أمس، لكن السلطات الإيرانية أكدت من جانبها أن التلفزيون استأنف البث المباشر بعد «توقف وجيز»، واصفة الهجوم بأنه «جريمة حرب».
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن قوات بلاده ستضرب إسرائيل «حتى توقف هجماتها»، مشيرا إلى أن مجرمي الحرب المختبئين في ملاجئ بتل أبيب لن يفلتوا من العقاب على جرائمهم».
بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الدفعة الأخيرة من الصواريخ التي أطلقتها إيران أمس، أوقعت ثمانية قتلى على الأقل.
يأتي هذا في ظل تزايد المخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط.
وكانت إيران قد نفذت سلسلة ضربات صاروخية على إسرائيل خلال ليل الأحد الاثنين، بعدما شنت الأخيرة، غارات طالتها بمعظمها مواقع عسكرية في عمق الجمهورية الإسلامية، مع احتدام المواجهة غير المسبوقة منذ أربعة أيام بين البلدَين العدويين.
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس مباني سكنية مدمّرة في تل أبيب وحرائق عند أطراف مدينة حيفا الساحلية، بعدما دعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى لزوم الملاجئ تحسّبا لصواريخ إيرانية جديدة.
وبعد عقود من التنافس الإقليمي بالوكالة والضربات المحدودة وعمليات طابعها أمني، دخلت إسرائيل وإيران للمرة الأولى في مواجهة عسكرية مباشرة بهذه الحدة وعلى هذا المدى الزمني، بدأتها إسرائيل بهجوم مباغت الجمعة، أسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين.
وبدأت طهران منذ ليل الجمعة، بإطلاق دفعات من الصواريخ البالستية والمسيّرات نحو إسرائيل.
ورغم الدعوات إلى وقف التصعيد، يواصل الجانبان تبادل التهديدات بإحداث المزيد من الدمار.
وفيما واصلت إسرائيل استهداف شخصيات إيرانية علمية واستخباراتية وأمنية، حيث اغتالت أمس اثنين من الحرس الثوري، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس، تنفيذ غارات على مقرّات تابعة لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني في طهران، فيما توعّد الحرس بضربات صاروخية «أشد تدميرا ضدّ أهداف حيوية» إسرائيلية.
وقال الحرس الثوري في بيان إنّه أطلق «موجة جديدة من الهجمات الصاروخية… تمكّنت من إصابة أهدافها بدقة ونجاح في الأراضي المحتلة»، مؤكدا أن «العمليات الفعالة والدقيقة والأشد تدميرا ستستمر ضد الأهداف الحيوية».
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العقيد رضا صياد قال في وقت سابق إن «حجم الرد المدمر من جانب المقاتلين الإيرانيين الشجعان سيشمل بالتأكيد كل أنحاء الأراضي المحتلة».
وفي إسرائيل، توعّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن «سكان طهران سيدفعون الثمن» بعد مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 92 آخرين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية ليلا.
ومنذ الجمعة، أدّت الضربات الإيرانية لمقتل 24 شخصا على الأقل في إسرائيل.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية مقتل 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 1200 منذ الجمعة.
وأفاد التلفزيون الرسمي بأنّ خمسة أشخاص على الأقل قُتلوا الأحد في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني في وسط طهران.
سياسيا، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كل المسؤولين في البلاد إلى وضع الخلافات جانبا والوحدة.
وقال في كلمة أمام مجلس الشورى «كل خلاف، مسألة، أو مشكلة كانت قائمة، يجب أن توضع جانيا اليوم، وعلينا أن نواجه هذا العدوان الإبادي الإجرامي بالوحدة والتماسك».
وعلى الرغم من التقارير التي أفادت عن نزوح سكّان من العاصمة الإيرانية، إلا أنّ البعض أبدى عزما على البقاء.
وقالت شكوه رزازي (31 عاما) لوكالة فرانس برس «من الطبيعي أن تكون للحرب ضغوطها الخاصة، لكنني لن أترك مدينتي».