السعودية وسط التغييرات العالمية: دور متجدد والتزام عالمي

تؤدي المملكة العربية السعودية دورًا متقدمًا في رسم ملامح الاستقرار العالمي، عبر الوساطة بين المصالح الدولية المتضاربة، وبناء جسور التعاون بين الشعوب والدول، حيث قادت المملكة جهودًا أمنية كبرى لمكافحة الإرهاب، وفي هذا السياق، أنشأت المملكة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي يضم أكثر من 40 دولة ذات أغلبية مسلمة، ويهدف إلى تنسيق الجهود الأمنية وتبادل المعلومات ومكافحة الفكر المتطرف.
لكن الدور السعودي لا يقتصر على الأمن فحسب، بل يمتد إلى معالجة جذور التطرف مثل الفقر والتهميش، ما يعكس رؤية شاملة لحماية المجتمع وتعزيز السلام العالمي على المدى البعيد.
على صعيد آخر، تبرز المملكة بوصفها شريكًا أساسيًا في العمل المناخي، حيث أطلقت المبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بهدف زراعة مليارات الأشجار وخفض الانبعاثات والتحوّل نحو الطاقة النظيفة. كما تستثمر في مشاريع الطاقة المتجددة، خصوصًا الشمسية والرياح، لتقديم نموذج رائد في التنمية المستدامة.
اليوم، تتجه السعودية نحو مرحلة جديدة من الحضور العالمي الفاعل، مدعومة برؤية 2030، ومبادئ الحوار والاعتدال والانفتاح. إنها لا تسعى فقط لحماية حدودها، بل لتكون قوة ناعمة تدفع نحو عالم أكثر أمنًا واستقرارًا وتوازنًا.
في عالم مضطرب، تقدّم المملكة نموذجًا لدولة تدرك مسؤوليتها التاريخية، وتنهض لتصنع فرقًا حقيقيًا على الساحة الدولية.
(*) خبيرٌ إيطاليٌّ في العلاقات الدولية