نزاع الهند وباكستان… الحل بيد سلمان خان!

هناك نزاع مُسلَّح بين قُطْبَيْ بلاد السند، الهند وباكستان، وقد يتحوَّل لحربٍ لا تُبْقِي ولا تذر، لاسيَّما وأنَّهما من الدول القليلة في العالم التي تملك السلاح النووي، وبحوزة كلٍّ منهما ما يزيد على ١٧٠ قنبلة نوويَّة، فضلًا عن باقي أفرع الجيشَيْن في العدد والعتاد.
ومع تصاعد التوتُّر بين البلدَين، تذكَّرْتُ الفيلم الهندي باجرانجي بهايجان (Bajrangi Bhaijaan)، الذي قام ببطولته الممثِّل الهندي الشهير سلمان خان قبل عدَّة سنوات، ولو أعاد مشاهدته سياسيو وعساكر الدولتَيْن لربَّما مالوا إلى السَّلام، وحلُّوا المشكلات العالقة بينهما بالسِّلْم، خصوصًا حول إقليم كشمير المُتنازع عليه منذ عقود، والذي تحوَّل إلى قضيَّة معقَّدة مثل تعقيد القضيَّة الفلسطينيَّة؛ بسبب التعنُّت الإسرائيليِّ حول حلِّ الدولتَيْن.
والفيلم يحكي قصَّة طفلة باكستانيَّة مُسلمة في السادسة من العُمْر من كشمير، وهي صمَّاء لا تقدر على الكلام، فسافرت مع أمِّها إلى الهند للعلاج، وهناك تاهت عن الأُمِّ وسط الزَّحام البشريِّ الهنديِّ، وعادت الأمُّ لباكستان مُضطرَّةً ومُثقلةً بالخوف والهموم، وبقيت الطفلة في الهند بلا هويَّة، ولا طعام، ولا مأوى، فعثر عليها مواطن هنديٌّ هندوسيٌّ (سلمان خان) متعصِّب للهندوسيَّة ضدَّ الإسلام، ومع ذلك أشفق عليها، وأسكنها في بيته؛ ظانًّا أنَّها هنديَّة وهندوسيَّة، وجرت أحداث كثيرة عرف من خلالها أنَّها باكستانيَّة ومُسلمة، فقرَّر تسليمها للسفارة الباكستانيَّة، التي رفضت تسلُّمها؛ لأنَّها مجهولة الهويَّة، فقرَّر تهريبها عبر الحدود إلى باكستان، وهناك واجها صعوبات كثيرة، ولاحقتهما الشرطة الباكستانيَّة؛ لاعتقادها أنَّه جاسوسٌ هنديٌّ، حتّى أعادها لأُمِّها في كشمير، بينما قبضت عليه الشرطة لمحاكمته، وربَّما إعدامه.
ولولا وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاطف الشعبي معه في الدولتَين لما أُفرج عنه، لينتهي الفيلم بدراما إنسانيَّة تُبكي وتُفرِح الحجر، إذ استعادت الطفلة قدرتها على الكلام، خلال رُؤيتها له وهو يُرحَّل للهند عند الحدود بين الدولتَين، فحاولت مناداته بالإشارة لتوديعه، لكنَّه لم يسمع، ومع حبِّها له صارت تصرخ من حلقها رويدًا رويدًا حتَّى اكتملت قدرة كلامها بعد فقدانها له طيلة سنوات!.
فيلم أمتعني؛ بسبب إبرازه للناحية الإنسانيَّة في معالجة القضايا الشائكة، وكيف يمكن للنيَّة الصافية التغلُّب على الحواجز بين الدول والشعوب، ويقدِّم رسالة قوية بإمكانيَّة التفاهم والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، بشرط إعادة الحقوق، ونبذ خطط التوسُّع، والاستعمار، والتآمر، والاحتلال.
@T_algashgari