هل تم إغلاق البلاغ، وما هو (الحل)؟

هل تم إغلاق البلاغ، وما هو (الحل)؟

لا نجاح لأيِّ جهة (خدميَّة) دون تواصل فعَّال، ينطلق من معطيات كثيرة، نحو تحقيق النجاح، الذي يضع رضا العميل أوَّلًا، وتحت ذلك العنوان، تندرج عناوين كثيرة، كلها تُغذِّي هدف نجاح منظومة العمل، وآليته في إقناع العميل في نهاية المطاف بالضغط على الوجه (المبتسم).

ذلك الوجه الذي يتجاوز مسألة الضغط، إلى حيث التعبير عن الامتنان، والشكر، والتأكيد على النجاح، الذي حتَّى يكتمل فلابُدَّ من أنْ تُقابل آليَّة رفع (البلاغ) بتحقيق ما لأجله رُفع. عدا ذلك تظلُّ هذه الخدمة مجرَّد واجهة، و(كمالة) عدد، حتَّى مع كونها أساسًا في الحُكم، والقياس، وذلك عندما يتم تفعيلها بالصورة الصحيحة.

وهنا أضعك -عزيزي القارئ، والمسؤول- أمام كلِّ بلاغ قمتَ برفعه لجهة خدميَّة، ثم كان آخر عهدك به عندما ضغطت على (إرسال)، وهي لحظة توثِّقها رسالة نصيَّة تردك برقم البلاغ، ثم ماذا بعد ذلك سوى أنْ تتفاجأ بإغلاق البلاغ، دون أنْ تعرف على ماذا؟ وكيف له أنْ يُغلق هكذا؟ والشكوى محل البلاغ ما تزال قائمةً؟ في تصرُّف أثقُ أنَّه لا يتناسب وما نعيشه من نقلة، وما وصلنا إليه من مستوى في شأن رفع البلاغات، ومعالجتها.

وهنا أجدُ أنَّ من الأهميَّة بمكان، إيجاد آليَّة لتصعيد البلاغات، التي أُغلقت دون حلٍّ، وهو ما يعني تحقيق الجدوى من رفع البلاغ، ثم إنَّ في استحداث قسم يرتبط بالمدير المباشر، يُعنى بمتابعة تلك البلاغات، ما يمهِّد لانتهاء تلك المعاناة، وفي الوقت نفسه يقدِّم صورة حقيقيَّة لواقع الحلول المتَّخذة من عدمها.

جانب آخر على ذات القدر من الأهميَّة في كون البلاغات، التي لا تتم معالجتها بالحل المناسب، ومع ذلك أُغلقت على لا شيء؛ ممَّا يحتم بالرَّفع لتدخُّل جهة عُليا جانب معالجة وجيه، أمَّا تقديم الشكوى بذلك لذات الجهة موضع التقصير، فلا أرى -في الغالب- أيَّ جدوى من ذلك لاعتبارات لا تخفى.

لنصل إلى أنَّ بقاء الحال في شأن معالجة بعض البلاغات بما يمثِّل الهروب من تحمُّل المسؤوليَّة، واللجوء إلى إغلاق (البلاغ والحل)، فإنَّه بقدر ما يمثِّل من مأخذ على الجهة المرفوع إليها، فإنَّه ينعكس سلبًا على ثقة مَن رفع البلاغ إلى ذات الجهة، فيكون خياره المنطقي ألَّا يعود إلى ذلك، والعكس بالعكس، وعِلمي وسلامتكُم.