الحرم المكي.. وقصة التوسعة الكبرى

ربَّما لا يعرف البعض أنَّ الحرم المكيَّ -شرَّفه الله- يُعدُّ أكبر وأضخم وأقدس مبنى في العالم، ومساحته تزيد قليلًا عن مليون وثلاثمئة ألف متر مربع، ويتَّسع لأكثر من مليوني شخص، يبلغ عدد أبوابه 150 بابًا، أشهرها باب الملك عبدالعزيز، وباب الملك فهد، وباب الملك عبدالله، الذي يُعدُّ أكبر باب في العالم بطول 13 مترًا، وعرض 7 أمتار، ويبلغ وزن كل درفة منه 7 أطنان، ويُعدُّ هذا الباب -في حدِّ ذاته- تحفة فنيَّة.
ربَّما لا يعرف البعض عدد زوَّار المسجد الحرام، الذي يبلغ 20 مليونًا سنويًّا، يدخلونه في أيِّ ساعة بالنهار أو الليل، خلال 365 يومًا، على مدار السَّنة، حيث لا يُغلق المسجد الحرام أبدًا.
هذه الضخامة تتطلَّب قدرًا عاليًا من النظافة على مدار الساعة، وبالتالي فلا غرو أنْ تجد المسجد الحرام في غاية النظافة، حيث يعمل فيه 4000 عامل نظافة، هذا غير المشرفين عليهم، وأعداد كبيرة من الموظَّفين في مختلف التخصصات والمجالات.
وقد تمَّ إعداد 25 ألف حافظة لماء زمزم، صنَّفها بعضُهم بأنَّها أكبر سقيا ماء في العالم، ويتم فحص مئات العيِّنات من هذه الحافظات عشوائيًّا بشكل يومي.
أمَّا الحديث عن فرش المسجد الحرام، فيتم تأمين 25 ألف سجادة، ويتم تحديثها كل عامين، كما يتم تعقيم كل سجادة على حِدة، والمختصُّون يُقدِّرون أطوالها بأنَّها أطول من طريق مكَّة – جدَّة.
هذا المبنى الضخم الفريد من نوعه، توجد بساحاته 30 ألف دورة مياه، يتم تنظيفها تلقائيًّا، ويتم تعقيمها 4 مرَّات يوميًّا.
أصحاب الاختصاص يتوقفون عند بعض عجائب المسجد الحرام، ومنها سرُّ برودة رخام الحرم، ما كان منه في صحن المطاف، أو الساحات، وهو رخام خاص بالمسجد الحرام، والمسجد النبويِّ، واسمه «تاسوس»، من خصائصه أنَّه يعكس الضوء، ويعكس الحرارة، ويمتص البرودة بالليل، ويخرجها بالنهار، وهو دائم البرودة حتَّى في درجة حرارة (49).
كما تم توفير 7000 سمَّاعة صوتيَّة، نسبة الخطأ بها (صفر%)، تعمل من خلال أربعة أنظمة صوتيَّة هي الأحدث والأكثر تقنية في العالم.
الحديث عن المسجد الحرام هنا، لم يشمل الترجمة إلى لغاتٍ أُخْرى، ولا العربات العاديَّة والكهربائيَّة لكبار السِّن وذوي الاحتياجات الخاصَّة، وهناك توظيف واسع للتقنية والذكاء الاصطناعيِّ لكل أنواع الخدمة، ومنها الروبوت لتعقيم البيت العتيق، وروبوت التطهير، وقد يدهش المرء في شهر رمضان كيف ينتهي التنظيف للحرم بعد الإفطار في ثلاث دقائق، وهو ما يُعدُّ رقمًا قياسيًّا يستحق التسجيل.
أمَّا الحديث عن التهوية بالحرم الشريف، والتكييف، والتخلُّص من النفايات، والمحطَّات الخاصَّة بتوليد الكهرباء للحرم وغيره، فهو حديثٌ يصعب التفصيلُ فيه في هذا الحيِّز الضيِّق.
هذا المبنى العالمي الضخم، سيرتفع زوُّاره؛ ليصلوا إلى 40 مليونًا سنويًّا، منهم 30 مليونًا من الخارج، و10 ملايين من الداخل؛ وفقًا لرُؤية 2030 -بإذن الله-.
وفي كتاب الله: «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ».
اللَّهم اجعل هذا البيت مثابةً للنَّاس وأمنًا، وزد بيتك الحرام تعظيمًا وتشريفًا وجمالًا وهيبةً.. آمين.