مرة أخرى.. الرئيس ترامب في الرياض

يحلُّ اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضيفًا على المملكة العربيَّة السعوديَّة، في زيارة تحمل أبعادًا إستراتيجيَّة تتجاوز السياق الثنائي، وتُعبِّر عن موقع المملكة القياديِّ في صناعة التوازنات الإقليميَّة والدوليَّة.
العلاقة السعوديَّة الأمريكيَّة تمتد لأكثر من ثمانية عقود من الشراكة والتنسيق، وتمرُّ اليوم بمرحلة ناضجة تُجسِّد توافقًا واسعًا في الرُّؤى والمصالح، خصوصًا في ملفَّات الأمن، والطاقة، والاستثمار، والتنمية. هذه الزيارة تُعدُّ تأكيدًا على أنَّ السعوديَّة تواصل دورها المحوريَّ في دعم استقرار المنطقة، وتعزيز الشراكات العالميَّة الفاعلة.
تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه المملكة تحوُّلًا تنمويًّا غير مسبوق تقوده رُؤية 2030، التي أعادت تعريف النموِّ، والاستثمار، وجودة الحياة. ومن خلال هذه الرُّؤية، تم بناء منظومة اقتصاديَّة مرنة، تُرحِّب بالشراكات الإستراتيجيَّة، وتفتح آفاقًا جديدةً أمام الابتكار والمشروعات الكُبْرى. زيارة ترامب اليوم تلتقي مع هذا المسار، وتعكس ثقة دوليَّة في قدرة المملكة على قيادة تحوُّلات إقليميَّة تنمويَّة وسلميَّة.
في الرياض، تُبنى السياسات على رُؤية واضحة، وتُصاغ التحالفات على أرضيَّة متينة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. واللقاءات التي يشهدها هذا اليوم، بما فيها توقيع الاتفاقيَّات الكُبْرى في مجالاتٍ عدَّة حيويَّة، تُجسِّد أبعادًا عمليَّة لهذه العلاقة التي تمضي نحو المزيد من التكامل والتأثير.
السعوديَّة اليوم تُقدِّم نموذجًا في كيفيَّة الموازنة بين ثقلها السياسي ودورها الاقتصاديِّ والإنسانيِّ، وهي تؤكِّد في كل مناسبة أنَّها طرف رئيس في مستقبل الشرق الأوسط، وصانع استقرار في عالم متغيِّر.