هيتي… الغربان في وول ستريت!

هيتي… الغربان في وول ستريت!

وُلِدَت السيدة الأمريكيَّة «هيتي غرين» سنة 1834م، في (نيوب فورد) بولاية ماساتشوستس الأمريكيَّة، وكانت الوحيدة لعائلة ثريَّة، وتُعتبر «هيتي» من أشهر النساء الأمريكيَّات، إذ يعتبرها البعض أبخل امرأة على مرِّ التاريخ الإنسانيِّ.

تربَّت «هيتي» على يد والدها وجدِّها، والسَّبب في ذلك، الوضع الصحي المتدهور لوالدتها، وخلال هذه الفترة تعلَّمت «هيتي» من جدِّها كيفيَّة الحفاظ واستغلال الأموال؛ لدرجة أنَّها كانت قادرة على فهم التقارير اليوميَّة للبورصة الأمريكيَّة، والمبادلات التجاريَّة، وهي في العاشرة من عمرها.

بعد وفاة والدتها سنة 1865م، ورثت «هيتي» ثروةً قُدِّرت بنحو خمسة ملايين دولار، وفي عمر الثلاثين باشرت «هيتي» استثمار ثروتها في بعض الشركات الأمريكيَّة الكبيرة، منها شركات السكك الحديديَّة الأمريكيَّة، واستثمرت كذلك في القروض ذات الفوائد العالية، وسبَّبت بذلك أزمات ماليَّة لدى بعض البنوك الأمريكيَّة.

في سنة 1907م، ومع بداية ظهور أزمة الاقتصاد الأمريكيِّ، أقدمت على الخلاص من ديونها، ومع بداية الأزمة الاقتصاديَّة التي أدَّت إلى هبوط الأسعار، قامت «هيتي» بشراء العديد من أسهم الشركات الكُبْرى بمبالغ زهيدة، وقامت ببيعها لاحقًا بأسعار خياليَّة.

ظلَّت «هيتي» عازبةً قبل أنْ تتزوج من «إدوارد هنري» وهي في عمر 33 سنةً، ورُزِقَت منه بطفلين؛ لم يكن زواجها ناجحًا؛ بسبب سعي زوجها الدائم للاستيلاء على ثروتها الماليَّة، وبالرغم من ذلك اعتنت به عقب إصابته بمرض عضال، أدَّى لوفاته سنة 1902م.

ارتدت «هيتي» ثيابًا سوداء عقب وفاة زوجها، وكتبت صحيفة (الواشنطن بوست) عنها عام 1909م تقول: «إنَّه منذ وفاة زوجها صارت «هيتي» ترتدي زي الأرملة الأسود». وقد ظلَّت ترتدي نفس الزي حتى وفاتها؛ ولهذا أطلقت عليها بعض الصحف «غراب وول ستريت»، وفي عام 1916م، صنَّفتها صحيفة «واشنطن بوست» بأنَّها أغنى امرأة أمريكيَّة، لتجاوز ثروتها الماليَّة مئة مليون دولار.

ورغم ثرائها الفاحش، إلا أنها كانت امرأة بخيلة؛ لدرجة لا تحتمل، فقد كان أطفالها يرتدون ملابس مستعملة، وعاشت في عدد من الشقق المتواضعة في نيويورك ونيوجرسي؛ لتجنب دفع أموال في إعداد منزل أو دفع ضرائب، وكانت وجبتها اليومية على الغداء هي الشوفان، الذي تقوم بتسخينه على المدفئة، كما كانت تبحث عن الأماكن التي تقدم العلاج المجاني.

إضافةً لذلك، نقلت بعض الصحف الأمريكية، واقعة أخرى، فقد كانت لها عمَّة ثرية، وكانت أنْ أوصت عمَّتها بمبلغ مليوني دولار لإحدى الجمعيات الخيرية بعد وفاتها، وما إنْ علمت «هيتي» بهذا التبرع، أقدمت برفع قضية ضد الجمعية، مستخدمةً وصية مزوَّرة؛ بهدف استرجاع المبلغ، والاستحواذ عليه.

وحسب أقربائها فقد اعتادت «هيتي» قبيل خلودها للنوم أنْ تربط سلسلة حديدية تثبت عليها مفاتيح خزائن أموالها حول خصرها، فضلًا عن ذلك، اعتادت أنْ تحمل مسدسًا في يدها قبل التوجُّه لفراشها للنَّوم، وجاء ذلك بسبب هوسها الدائم، وخوفها من التعرُّض للسرقة.

فارقت «هيتي» الحياة في يوليو سنة 1961م، عن عمر يناهز 81 عامًا، وبعد وفاتها ورث أبناؤها ثروتها التي قُدِّرت قيمتها بحوالى 200 مليون دولار.