جمعية خيرية لموظفي الأمن

* مدير لأحد البنوك، بل أحد فروعها -ما شاء الله تبارك الله- يقبض كلَّ شهر راتبًا كبيرًا، يُضَـاف له مكافآت وعُمولات، وهـو الآن يجلس خلف مكتبه، في جوٍّ لطيف تحت التكييف، يتبادل الحديث مع أحد عملاء التميُّز من أصحاب الملايين، بينما ترافقهما أقداح القهوة والشاي.
*****
* وفي المقابل، وهناك على الباب، يقف حارس الأمن (السكيورتي)، الذي يحمي المدير، ومليارات بنكه، يعيش بين حرٍّ وبردٍ وأمنٍ وخوفٍ في دوام طويل يستمرُّ لساعات، لا يكتفي فيها بالحراسة، وفتح الأبواب وإغلاقها، والتأكُّد من مغادرة الجمهور والموظَّفين نهاية الدوام، بل يمارس دور المراسل، وترتيب وتنسيق قائمة العملاء، وبالتالي فهو عـرضة للسَّبِّ والشَّتمِ، وأحيانًا الضَّرب؛ لا لشيءٍ إلَّا لأنَّه يُنفِّذ الأوامر.
*****
* ذلك الشَّاب أو (السكيورتي)، الذي يعمل تحت ضغط تلك الظروف القاسية، وفيها قد يتعرَّض للخطر، أو الـموت، راتبه بسيط لا يتجاوز (3000 ريال)، وهو محروم من الحوافز والبدلات، والتأمين الصحيِّ، وبدل الخطر، فالعديد من المؤسسات القائمة على توظيف (حرَّاس الأمن) تمتصُّ دماءهم، وتُتاجرُ بها، دون أنْ تمنحهم شيئًا من أبسط حقوقهم.
*****
* فهنا -وما أكَّدتُ في مقالات عديدة- فواجب وزارة الموارد البشريَّة والتنمية الاجتماعيَّة أنْ تتحرَّك عاجلًا لتحسين ظروف عمل (حُرَّاس الأمن) التَّابعين للمؤسسات المدنيَّة، بحيث تضمن لهم سُلَّمًا واضحًا وعادلًا لرواتبهم، مع حدٍّ أدنَى لها، على أنْ تشتمل على بدلات وحوافز منتظمة.
*****
* أخيرًا.. وفي ظلِّ التوسُّع في إنشاء الجمعيَّات الخيريَّة التخصصيَّة، هذه دعوة لأنْ تقوم نخبة من مجتمعنا الطيِّب بإنشاء جمعيَّة تهتمُّ بشؤون (حُرَّاس الأمن)، تقدِّم برامج لتدريبهم وتأهيلهم، ومبادرات لعونهم ومساعدتهم، وقبل ذلك ترفع لواء حقوقهم، وحمايتهم من استغلال وبطش بعض الشركات المشغِّلة لهم، وسلامتكُم.