تنظيم ندوة حول هوية المملكة ومساهمتها في الاستراتيجيات الوطنية

تنظيم ندوة حول هوية المملكة ومساهمتها في الاستراتيجيات الوطنية

عقدت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض ،ندوة بعنوان : ” أصالة الهوية الوطنية للمملكة ودورها في الاستراتيجيات الوطنية ” وذلك بالتعاون مع جامعة الدفاع الوطني.

أقيمت الندوة بفرع الخدمات وقاعات الاطلاع بخريص وذلك ضمن البرنامج الثقافي للعام 2025م ، وقد تحدث في الندوة كل من : العميد البحري الركن : سلمان بن حسين الحربي ، عضو هيئة التدريس بجامعة الدفاع الوطني، والعقيد ركن: خالد بن سعيد الجهني، عضو هيئة التدريس بجامعة الدفاع الوطني .

وفي بداية الندوة قدم العميد سلمان بن حسين الحربي عرضا مصورًا حول موضوع الندوة أبرز فيه خصوصية الهوية الوطنية السعودية التي تختلف عن تصورات وآراء المفكرين العرب التي تقترب من المنظور الألماني، مشيرًا إلى بعض النماذج الفكرية التي صاغت مفاهيم كثيرة عن (الهوية) مؤكدًا على رفضه لهذه الآراء لأنها تختلف مع قيم المملكة وعاداتها.

وبيّن الحربي أن هناك من تجاهلوا التجربة السعودية بربطها بقومية عربية شاملة، وأشار إلى بعض المفكرين الذين تناولوا مسألة (الهوية) مثل صامويل هنتنجتون صاحب ( صدام الحضارات) والهوية المتعددة، وفرانسيس فوكو ياما صاحب نظرية (نهاية التاريخ) فيما أشار إلى بعض إسهامات المفكرين العرب مثل: مالك بن نبي ومحمد عابد الجابري، وناصيف نصار، وفتحي المسكيني، وقد تحدثوا عن الحرية والعقلانية، لكن لا يوجد من هؤلاء المفكرين من وقف على التجربة السعودية منذ العام 1727م حتى اليوم، مشيرًا إلى تجارب كثيرة قومية انهارت مثل: الاتحاد السوفيتي حيث كانت القوميات فيه متجمدة في الجليد الروسي الكبير لكنها ذابت وانهارت، كذلك يوغوسلافيا، وتشيكوسلوفاكيا التي تفككت عبر ما يسمى ب( الانفصال المخملي) .

وطن موحّد :

وأبرز العميد الركن سلمان الحربي في حديثه ملامح الهوية الوطنية السعودية، قائلا:” نحن وطن له قيم مجتمعية، وقيم وطنية يجب ألا تمس، أما الاجتماعية فهي متغيرة على الدوام في كل بلدان العالم، والدولة – كمفهوم – تضم مجموعات صغيرة ومجموعات أكبر تنصهر مع المجتمع الكبير، وتكون هناك قيم معزّزة، والقيم الوطنية الراسخة تختلف من دولة إلى دولة لأنها تصنع هوية” وأضاف الحربي :” تجربتنا في المملكة تتطلب وقفة راسخة، وتتطلب التغني بها”

وأوضح الحربي أن قيم الهوية السعودية تتمثل في : الإسلام الحقيقي، وكما يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله –” لا مكان بيننا لمنحل أو لمتطرف” ، كذلك وجود الحرمين الشريفين وهذا من أعظم النعم التي حبانا بها الله لثاني أكبر دين في العالم، ولأسرع دين انتشارا في العالم، والمسلمون يتوجهون خمس مرات في اليوم صوب الكعبة المشرفة، والعنصر الثالث للهوية ” الملكية والبيعة لولاة الأمر” والسياق التاريخي مهم جدا حيث أسس لبيعة مطلقة لهذه الأسرة الكريمة أن تحكم هذا البلد والسمع والطاعة في المنشط والمكره”

وأبرز سلمان الحربي خصائص الهوية الوطنية التي تتشكل من : جوهر ثابت، وركائز دينية وسياسية ووطنية، تتحدى الزمن، والدولة ترسخها، وتتأسس الاستراتيجية الوطنية على : الأمن الوطني، والوثائق الرئيسة، ونظام الحكم، ورؤية 2030 ، وهذا كله يتطلب تكاتف الجهود في الوزارات والمؤسسات الوطنية لتعزيز مفهوم الهوية السعودية.