جميع المس paths تفضي إلى الرياض

جميع المس paths تفضي إلى الرياض

قالوا قديمًا إنَّ كلَّ الطرق تؤدِّي إلى روما، انطلاقًا في تلك المرحلة من فتح كل طرقات المدن المجاورة لها؛ لتصل مباشرةً إلى قلب روما، لكن اليوم نستطيع القول، إنَّ تلك المقولة قد تغيَّرت؛ لتكون (كل الطرق تؤدِّي إلى الرياض)، فالصورة ليست ببعيدة في شكلها العام، فالطرق لروما عُبِّدت لتصل لقلب روما من المدن المجاورة لها، لكن في هذه المرحلة، أصبحت طرق دول العالم تتَّجه إلى مدينة الرياض عاصمة المملكة العربيَّة السعوديَّة، بعد أنْ أصبحت مصدرًا لتأثير القرار العالميِّ، ومصدرًا للتأثير على الاقتصاد العالميِّ وأنموذجًا فريدًا للنمو الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ والثقافيِّ، ولو عدنا للبدايات الأولى للحياة البشريَّة، لوجدنا أنَّ الله تعالى قد اختار هذا المكان -الجزيرة العربيَّة- ليكون منطلقًا للحياة البشريَّة، ومهبطًا للرسالات السماويَّة، واختارها لتكون مقرًّا لبيته العتيق، وكعبته الشَّريفة أطهر بقاع الأرض، واختارها لتكون منطلقًا لخاتمة رسالاته السماويَّة، ولتكون منطلقًا لانتشارها إلى شتَّى بقاع الأرض، ودون شكٍّ أنَّ هذا الاختيار الرباني لم يكن إلَّا لإرادة سماويَّة ستكون بعد حين.

ولعلَّ ما تعيشه بلادنا المملكة العربيَّة السعوديَّة، ومعها بلدان الخليج العربي، في هذه المرحلة الزمنيَّة من كرمٍ إلهيٍّ قيَّض لها حكامًا عظماءَ أوفياءَ، وفتح لهم منافذ ثروات الأرض ليستخرجوها؛ كي يعمروا بها هذه الأرض المباركة، وينشروا منها العدل، وقد كان ذلك، ولعلَّ المؤشرات التي نعيشها في هذا العصر تقول: إنَّها ستكون محور العالم اقتصاديًّا وسياسيًّا، ولعلَّ الزيارة التي قام بها رئيس أكبر وأهم دول العالم أمريكا إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة، ومعه أغلب الرؤساء التنفيذيِّين لكُبْرى الشَّركات العالميَّة في مختلف المجالات الحياتيَّة؛ بغرض تبادل المصالح الاقتصاديَّة بينهم، ونحن نعلم أنَّ المال يخدم المنتج في مختلف المناحي الحياتيَّة، فلو اشترى أحدنا قنينة ماء، فحتمًا سيدفع ثمنها مالًا، وهذه طبيعة الحياة الإنسانيَّة، وما دفعته المملكة العربيَّة السعوديَّة، ومعها الدول الخليجيَّة لم يكن هبةً، ولم يكن تبرُّعًا، ولم يكن دعمًا غير مستردٍّ، بل كان لبناء اقتصادها في مختلف المجالات العسكريَّة والتقنيَّة والطبيَّة والفضائيَّة و…، و…، و… .

لذا على الحاقدين والحاسدين لهذه البلاد المباركة، أن يعيدوا النظر في التفكير، والخروج من عباءة الجهل والفشل، والاهتمام بإصلاح دواخلهم أولا من الأحقاد الدفينة، ثم يتجهون بعد ذلك لإعمار بلدانهم وتنميتها، وتنمية مواطنيهم فكرا وثقافة وجسدا، فهم أحوج إلى ذلك من تراكمات البربرة الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي يتغنى بها السفهاء منهم، فالحياة جد وعمل، وطموح، وقيادة حكيمة، وبلدانهم تزخر بالثروات المهدرة المنهوبة، من خلال تراكمات الفساد التي تعبث بها، فأصلحوا بلدانكم، واتركوا مَن اختارهم الله تعالى ليعمروا أرضهم، فهو العالِم، وهو المقدِّر، وهو الرَّزاق الحكيم.

[email protected]

Drmedsalm@