حكمة الصقور

.. (الفراسة) من مفاهيمها العامَّة، هي القدرة، أو المهارة في تجاوز (الظواهر) إلى (المكنون)، أو ما يُعرف بـ(الواقع) و(المتخيَّل).
العمليَّة ليست نبوءات، ولكنَّها قراءة تستند إلى اللماحيَّة والفطنة.. هذا في الأحداث والوقائع بشكل عام.
وفي مجال التفرُّس في الشخصيَّات، فإنَّ ما ينضح عن الشخصيَّة من أقوال، وأفعال، وطموحات، وغايات تجعل مَن أُوتي الفراسة، يرى بصورة أبعد ما سيكون عليه شكل المستقبل لتلك الشخصيَّة..
*****
.. وفي هذا السياق، فإنَّ التوقُّع لشخصيَّة (ما) بأنها ستكون ذات شأن، لا يأتي غالبًا إلَّا من (شخصيَّة) هي الأُخْرى تكون ذات شأن، وثاقب نظر، ودراية في مفاهيم «عزوم» الرجال. فيكون الاتِّساق ما بين الشخصيَّتين بذات المستوى..
*****
،، وعلى هذا، تعالوا نأخذ مَثلَين رائعَين مبهرَين لصقرَينا العظيمَين، الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في طفولته، بعد خروجه مع أُسرته بعد الدولة السعوديَّة الثانية، وبينما هو يلعب مع بعض أقرانه الصبيان، أمام أنظار والده الإمام عبدالرحمن، والشيخ عيسى بن علي حاكم البحرين، فاجأ الشيخ عيسى الإمام بقوله: إنَّ ابنك عبدالعزيز سيكون له شأن.
وحين سأله الإمام: وما أدراك؟
قال: رأيت الصبيان يلعبون «اللحي»، وكان كل منهم يقول: «أنا منهو معه»، إلَّا عبدالعزيز كان يقول: «مَن هو معي».
إنَّها القراءة النابهة من الشيخ عيسى، التي صدقت في صبي أسَّس أعظم الأوطان..
*****
.. ونذكر للصقر الآخر، فراسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- فيه، وهو يتلو القسم بين يديه عام ٢٠١٤:
«الله يوفِّقك لخدمة دينك، ثم وطنك، وأمتك العربيَّة والإسلاميَّة.. وإن شاء الله تحكم أرضك».
رحمك الله يا أبا متعب، في هذه الفراسة لشابٍّ طموح، لم يحكم أرضه وحسب، وإنَّما كان عرَّاب رُؤية عظيمة في وطن عظيم، وأصبح القائد العربي الملهم، الذي ملأ السمع والبصر..
*****
.. صقرنا الأمير محمد بن سلمان، يستعيد كتابة التاريخ من جديد، وصناعة المجد لأمة كادت أن تكون خارج إطار المرحلة، ولهذا فلا غرابة أن يكون أيقونة الحب والفرح عند الشعوب العربية، ومن شاهد فيوض الأصداء في شوارع دمشق، والشوارع العربية الحرة، يدرك قيمة أن يكون هناك قائد عربي بهذا الحجم من العزة والهيبة..
*****
.. رصدت الكثير مما قاله بعض زعماء العالم وهو ما يمثل فراسة الاستقراء السياسي لشخصية الامير محمد بن سلمان بكل سمو ابعادها وشموخها، وأتذكَّر في فراسة سياسيَّة كيف قرع الجرس الرئيس بوتين في أسماع العالم، وهو ينبِّههم إلى شخصيَّة هذا القائد الحازم القوي.
.. وبالأمس، رئيس أعظم دولة في العالم، يدهشه إلى حدِّ الإبهار هذا القائد العظيم، الذي لا ينام ليله، وهو يصنع مجد وطن وأمة.
لك يا ترامب أن تذهب مسكونًا بالذهول، من قائد ملهم فريد،
ولنا أنْ نفخر به، ونفاخر كل الدنيا..
*****
.. اخيرًا.. يحدِّثوننا عن المشروع النهضويِّ العظيم، وعن المكانة والريادة في العالم، ونحدِّثهم نحن عن وطن الصقور.