الخليج: يبني مستقبل الإنسانية

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة، وقطر، والإمارات، ثم مشاركته في القمَّة الخليجيَّة الأمريكيَّة، تُمثِّل لحظة محوريَّة تُؤكِّد أنَّ منطقة الخليج تتحوَّل إلى مركز إستراتيجيٍّ في الاقتصاد العالمي، ووجهة أولى للاستثمار في القطاعات المستقبليَّة.
ما شهدته هذه الزيارة، من توقيع اتفاقيات تريليونيَّة في قطاعات الطاقة، والدفاع، والصناعات التقنيَّة، يعكس حجم الثقة التي توليها الولايات المتحدة لشركائها الخليجيِّين. الأهم من ذلك، هو ما حملته القمَّة من رسائل واضحة عن أهميَّة وحدة الصف الخليجيِّ، في بناء بيئة اقتصاديَّة مستقرَّة وجاذبة، قادرة على استقطاب الاستثمارات النوعيَّة، وتحويل الخليج إلى حاضنة عالميَّة لقطاع البيانات والذكاء الاصطناعيِّ.
المملكة العربيَّة السعوديَّة، بحنكة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شكَّلت في هذه القمَّة صوت الطموح الخليجيِّ الجامع، الذي يتَّجه نحو صناعة المستقبل، وتوطين التقنية، وقيادة مسارات التحوُّل الرقميِّ. قطر بدورها، عزَّزت مكانتها كمركز ماليٍّ وتقنيٍّ، فيما رسَّخت الإمارات تجربتها كمنصَّة عالميَّة لريادة الأعمال والابتكار. هذا التنوُّع يفتح أبواب التكامل بين دول المجلس، لتقديم نموذج اقتصاديٍّ مرن وقادر على التكيُّف مع التحوُّلات العالميَّة.
الرُّؤية الخليجيَّة المشتركة، كما تجلَّت في مداولات القمَّة، تصنع الفعل، من خلال بناء شراكات دوليَّة متقدِّمة، وتهيئة بنى تحتيَّة ذكيَّة، وإستراتيجيَّات واضحة لتوطين الذكاء الاصطناعيِّ، وتطوير المهارات البشريَّة. وحدة الخليج ميزة تنافسيَّة تُعزِّز الجاذبيَّة الاستثماريَّة، وتُعيد تعريف مكانتنا في خارطة الابتكار العالميَّة.
في النهاية، ما حملته الزيارة لم يكن توقيع اتفاقيَّات فحسب، إنما تأكيد على أنَّ الخليج -متحدًّا- أقوى وأقدر على قيادة المشهد الاقتصادي والتقني العالمي، بالشراكة مع القوى الكُبْرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكيَّة.