أسرار رحلة ترامب إلى السعودية

للمرَّة «الثانية» من دخوله البيت الأبيض، وفوزه بـ»الانتخابات الأمريكيَّة»؛ ليكون رئيسًا للولايات المتحدة، يجعل وجهته ومحطَّته الأولى الخارجيَّة الرياض؛ لعلمه بـ «مكانتها»، و»قوتها»، و»ثقلها» في العلاقات الدوليَّة، وما لها من وزنٍ في الميزان العالميِّ، وفي تحريك الاقتصاد والتوجهات السياسيَّة، وتغيير «خارطة العالم».
هُنا (الرياض) يا سادة..
هُنا (المملكة العربيَّة السعوديَّة)، مهبط الوحي، و»أرض السَّلام والمحبَّة»، ومنبع الأخلاق والرسالات، والقيم العربيَّة والإسلاميَّة الأصيلة.. ومنذ أنْ وحَّدها المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، ووضع لها النهج، واتَّخذ من القرآن الكريم، والسُّنَّة النبويَّة منهاجًا ودستورًا، فكانت -ولا زالت- المملكة العربيَّة السعوديَّة منارة للعلم، وحاضنة لتسوية الخلافات بين الدول الأشقاء والأخوة، والتاريخ يشهد كم احتضنت «مكَّة المكرَّمة»، و»جدَّة»، و»الرِّياض» مؤتمرات ومحادثات ولقاءات بين المتحاربين والمختلفين، وبين الرَّاغبين في السَّلام، وخرجوا بـ(ميثاق) يُوقِّعون عليه، بأنَّهم مُلتزمون بما جاء فيه من بنود، وأنَّه تم في بقعةٍ كريمةٍ، في بلدٍ كريمٍ.
السر في أن يجعل رئيس أكبر وأعظم دولة في العالم -سياسيا واقتصاديا- زيارته الخارجية الأولى، للمملكة العربية السعودية، هو أنه يعرف -يقينا- أن منطلق محادثات السلام تبدأ من «هنا»، وأن تغييرات جذرية في العالم لابد أن تكون من (محور الأرض).
فقد قيَّض الله تبارك وتعالى لهذه الأمة رجالًا مخلصين، وحكومة رشيدة، وافية وعارفة بمكامن الأمور، وأنَّ سلمان العز والفخر، وعضيده محمد بن سلمان -حفظهما الله- على دراية ويقين تام بالأحداث العالمية، وبألغاز العالم ومكامن الخلل، وعلى يقين تام أنَّ «السلام» و»الاستقرار» هما مفتاح البناء والتنمية، وأنَّ التعايش السلمي مطلب لكل مَن يعيش على وجه الأرض.
حفظ الله مملكتنا قيادةً وشعبًا.