عديدون عبروا من هنا، لكن المبادئ تبقى راسخة!

نجاح زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسميَّة في ولايته الثانية، التي شملت ثلاث دول رئيسة، تتشارك التاريخ، واللغة، والثراء، والنهضة التنمويَّة، والطموح، بداية بالسعوديَّة الأكبر والأهم والأكثر فعاليَّة وديناميكيَّة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا. وعندما تكون البداية من المكان الصحيح، وفي الوقت المناسب، يمكن من الاطِّلاع عن قرب.. حتى وإنْ تأخرت زمنيًّا.. فإنَّ العبرة بالنتائج. وقد سبق الزيارة الكثير من الآراء لما سيحصل في أوَّل زيارة لرئيس أكبر دولة عسكريًّا واقتصاديًّا وتطوُّرًا تقنيًّا، وهو مثير للجدل عالميًّا.. يفكِّر بصوت عالٍ في كل الجهات، وفي كل الموضوعات من بداية ولايته الثانية.. بل ومن قبل ذلك خلال حملته الانتخابيَّة الأولى والثانية.
كان الاستقبال في المستوى اللائق والرفيع على كل المستويات، وكما ظهر بأنَّ الإعداد للزيارة كان مدروسًا ومحكمًا بمجمل تفاصيله، والاحترام المتبادل لخدمة مصالح البلدين، وتمثَّلت ذروة النجاح في إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا، ومقابلة الرئيس ترامب، وفخامة رئيس سوريا أحمد الشرع، برعاية ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان القائد المبدع -حفظه الله-.
ونجاح الزيارة يعزِّز ويثبت متانة العلاقة بين السعوديَّة والولايات المتحدة الأمريكيَّة، المبنيَّة على الاحترام، وتبادل المصالح بين الطرفين، من بداية عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وتعاقب الملوك ورؤساء الولايات المتحدة.
ومثلما تنطلق سياسة أمريكا من قواعد مؤسسيَّة.. فإنَّ سياسة المملكة العربيَّة السعوديَّة -أيضًا- تنطلق من ثوابت التاريخ، واللغة، والدِّين الإسلاميِّ العظيم، وما يتضمَّنه من تعاليم شرعيَّة سامية، وعدل، ومبادئ إنسانيَّة.
وفي الختام.. كثيرون مرُّوا من هنا، وتبقى الثوابت صامدة.. بقيادة رشيدة، ودعم واضح وشفَّاف؛ لخدمة الإسلام والمسلمين، وفي المقدِّمة حل عادل للقضيَّة الفلسطينيَّة.