من أجل حياة تملؤها المتعة

من أجل حياة تملؤها المتعة

– إنَّ الإنسان يسعى دومًا إلى الشعور باللذة، وتجنُّب الألم للحصول على السعادة.. ومن تلك الملذات، الحب، الصداقة، الجنس، الطعام، وأعلاها، ملذات العقل والروح، كالمعرفة والتأمُّل والفلسفة.. أمَّا الاعتدال، فهو المفتاح لدوامها وخيرها، إذ كلَّما قل إشباع الرغبة.. كانت اللذة معها أكبر.

– غريزة البقاء، وحفظ النوع، وأوضح صورها ممارسة العلاقة الحميمة، هي السبب الرئيس لكل عمل ونشاط بشري؛ ومعارك ضارية وصراع وتنافس بين بني البشر.. إنَّها أكثر أنواع اللذة إثارة وإغراء، فهي -كما يشير إليها شوبنهاور- إرادة الحياة.

– يقول (أرسطو): «اللذة بالنسبة إلى جميع الأحياء هي الخير المطلق».. ويشير أيضًا إلى الفضيلة باعتبارها لذة عقلانيَّة متسامية، إلَّا أنَّ اللذة التي يسعى لها الإنسان غالبًا هي لذة غرائزيَّة، وهي لذة تتحكم في خيالات الإنسان وسلوكه وعقله وأفعاله.

– من المهم النظر إلى جسدك كمحراب؛ لممارسة طقوسك الروحيَّة المعنويَّة، وهو -أي جسدك- يخاطبك دومًا بلغته الخاصة، ومن الحكمة التجاوب معه؛ لأنَّه يخصك، ويستدعي منك التعاطف والاهتمام بتهذيب واعتدال، وبخاصة من الناحية الغريزيَّة، كالحاجة للنوم والجنس، والطعام والماء، والحركة والهدوء.

– فضيلة التأمُّل في الطبيعة، والجمال الإلهي، تُعدُّ لدى بعض الفلاسفة النشاط الأسمى، الذي تتطلَّع إليه عقولنا للاستماع والراحة بشكل كامل. إنَّ مبدأ «اللذة» بحسب (فرويد) هو السبب في قسم كبير من ممارساتنا الدينيَّة.. اللذة اللاحقة عن طريق التضحية بلذة ممكنة حاليَّة. فالديانات حين تطلب الامتناع عن متعة لحظيَّة، فإنَّها تَعدُ بمتع دائمة أكثر تأثيرًا وحضورًا في عالم آخر.

– ما دام كل شيء لا يدوم، فعدم التعلُّق سبيل للوصول للسعادة النفسيَّة. لكن ترك الرغبة شيء، وترك التعلُّق بها شيء آخر.. حيث يمكننا الاستمرار في حب الحياة والآخرين، لكن من دون تقييد أرواحنا، أو إجهاد مشاعرنا، مع الاستعداد للتسليم برحيلهم برضا.

– يقول الحكيم (شوبنهاور): «إنَّ الإنسان الذكي سيتطلَّع قبل كل شيء إلى الهرب من كل ألم، كل إزعاج، وإلى إيجاد الراحة والتسلية.. سيبحث عن حياة هادئة متواضعة، محميَّة -قدر الإمكان- من الإزعاجات، بعد أنْ يقيم علاقات لبعض الوقت مع ما نسميهم البشر. أمَّا إنْ كان يمتلك عقلًا متفوِّقًا، فسيختار العزلة».