أيها الأهل…

أيها الأهل…

ما أجمل البنات أيُّها الآباء! وما ألطف البنات اللاتي يمنحن آباءهنَّ وأمهاتهنَّ عند الكِبَر كلَّ شيء، حياتهنَّ، أيامهنَّ، تعبهنَّ، رعايتهنَّ، لطفهنَّ، وخالص مودَّتهنَّ! البنات اللاتي تجدهنَّ في الكِبَر معك، هنَّ الممرضات اللاتي يسهرنَ على راحتك، وهنَّ اللغة التي تحمل همَّك، وكأنَّ اللغة أنثى، والحياة أنثى، والمودَّة أنثى، والسَّعادة أنثى، ليس هذا تحيُّزًا للأنثى بقدر ما هو واقع أنا عشته مع أخواتي، اللاتي بالفعل كُنَّ نعم البنات والسيِّدات، اللاتي قدَّمن لأبي في تعبه أيامهنَّ ولياليهنَّ وأرواحهنَّ، وبَقين معه حتى اللفظة الأخيرة -رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته-، واليوم يقمنَ على أُمِّي المُتعَبة جدًّا، بحنان أنثى رحيمة، وإحساس أرواح تعشق التضحية، فيا لهُنَّ من نساء يحملنَ في صدروهنَّ حنان العالم، والصبر الجميل..

شكرًا لأخواتي من قلبي، الذي يتمنَّى لهنَّ أجر الله والثواب، ولكلِّ بنات العالم البارَّات بأمهاتهنَّ وآبائهنَّ، دعواتي من القلب لهُنَّ بالسَّعادة، مع خالص الشكر لتاء التأنيث، هذه التاء التي ما تزال تكتب لنا فوق جبهة الأرض «الوفاء» في أجمل صورة، ولأنهنَّ يُقدِّمن بالفعل الحب الذي (لا) ينام، والرعاية التي (لا) تنتظر أنْ تستيقظ الرجولة، أقول لهُنَّ شكرًا؛ لأنَّهن لم يتأفَّفنَ يومًا من السهر، و(لا) من التعب، و(لا) من الركض الذي يريد أنْ يطبع الرِّضا على وجه أبٍ مألوم، وأُمٍّ سكن تعب السِّنين في جسدها النحيل..

(خاتمة الهمزة).. لكلِّ الآباء أقول بحب: افرحوا جدًّا، حينما يرزقكم الله بمولودة أنثى، فهي والله -بعد لطف الله- «الحنان، والحب، والود والسند».. وهي خاتمتي ودُمتُم.

وسوم: