نافلتهم ضرورية.. وحجهم مزيف

نافلتهم ضرورية.. وحجهم مزيف

* حول العالم اليوم نحو (ملياري مسلم)، الكثير منهم غايته وأمنية حياته أداء فريضة الحجِّ، وفريق منهم يفني عمره بحثًا عن الوسائل التي تُقرِّبه من ذلك الحلم، وأهمها (المال)، ففي الأردن هناك (صندوق أو بنك خاص بالحجِّ)، مهمَّته إدارة أموال عملائه واستثمارها حتَّى تصل للمبلغ الذي يفي بتكاليف الحجِّ، وبعض الأسر الأردنيَّة تبدأ عمليَّة الادِّخار لأطفالها في ذلك الصندوق منذ ولادتهم؛ لكي يُحقِّقوا شرط الاستطاعة الماليَّة عند كبرهم.

*****

* وهناك تجربة أُخْرى في هذا الإطار أيضًا، وكان لها الأولويَّة التاريخيَّة، فقد بدأت عام 1963م؛ حيث أُطْلِقَ صندوق الحجِّ الماليزي -أو (تابونغ حاجي) كما ينطق في اللغة المحليَّة- الذي يقوم بجمع مدَّخرات الرَّاغبين بالحجِّ، والمتاجرة فيها، ثم مساعدتهم على أداء الفريضة، وخدمتهم أثناء حجِّهم.

*****

* هذا، وفي ظل معاناة الشريجة الأوسع من المسلمين في الوصول للحجِّ لأسباب؛ من أهمِّها توفير تكاليف رحلته، والفوز باختيار قرعته في الدول الإسلاميَّة ذات الكثافة السكانيَّة الخاضعة لنظام النسبة والتناسب، لاحظتُ خلال السنوات الماضية، أنَّ هناك فئة من مجتمعنا تحوَّلت عندهم عبادات النوافل إلى عادات، قيامهم بها واجب، وتركهم لها مُحرَّم، كأولئك الذين يصرُّون على الحجِّ تطوُّعًا كل عام، وذلك بالقفز على الأنظمة والقوانين ونقاط التفتيش، وبالكذب أحيانًا، فمنهم الذي يدَّعي أنَّه محرم لإحدى قريباته.

*****

* فهذا نداء كررته كثيرا لـ(أولئك القافزين على الأنظمة في حجهم التطوعي)، أرجوكم التزموا بالأنظمة، واتركوا الفرصة والمساحة لإخوانكم من المسلمين، ولا تكونوا سببا في مزاحمتهم، والمساس بأمنهم وسلامتهم، واعلموا بأن هناك الكثير من الأبواب والمسارات للباحثين عن الأجر والمثوبة؛ ولعل منها: تبرعكم -حفظكم الله تعالى- بقيمة حجكم لأخوة لكم لم يؤدوا فريضتهم.