أسرار تحقيق السعادة

– السعادة مفهوم غامض، فكل إنسان له تصوره الخاص عنها، وهي تعتمد على احتياجاته الخاصَّة؛ الفكريَّة والنفسيَّة والماديَّة والغريزيَّة، والأهم أنَّها مرتبطة بالطمأنينة، وأداء الواجب الأخلاقيِّ؛ وتجنُّب توبيخ الضمير.

– يرى (فرويد) أنَّ البنية النفسيَّة للفرد، هي الحاسمة في شعوره بالسعادة أو التعاسة.. لكن تبقى مشاعرنا الداخليَّة، في مواجهة التغيُّرات الخارجيَّة المؤثِّرة، هي الأساس في شعورنا بالسعادة.. وبالرغم من أنَّ السعادة نسبيَّة ومتغيِّرة، إلَّا أنَّه يمكن تدريب أنفسنا على اكتسابها.

– من العجيب معرفة أنَّ استعدادنا لتحمُّل السعادة محدود بصورةٍ مذهلة، إذ لا يمكننا الاستمتاع بسعادة مستمرَّة طويلة الأمد.. وإنَّما نشعر بالبهجة بصورةٍ أكبر لو كانت على فترات أكثر تباعدًا. والأعجب أنَّ قابليتنا للكدر والأسى والكآبة أسهل من قابليتنا للسعادة، يقول (برتراند راسل): «إنَّ افتقاد الإنسان لبعض الأشياء التي يحتاجها، يُعدُّ جزءًا لا غنى عنه من السعادة».

– الإنسان الذي يمتلك عقلًا ضعيفًا ومحدودًا، هو في الغالب أكثر سعادة.. لكن ما من إنسان عاقل سيغبطه على هذه السعادة. ومع ذلك، يقول (نيتشه): «لم أكن أفهم كيف يمكن وصف فقراء العقل بالسعداء! ولكنَّني أحسدهم أحيانًا حين أكون متعبًا، فتدبير «ثروة العقل» أمر صعب.. وكثيرًا ما تقضي هذه الصعوبة على السعادة بكلِّ أشكالها».

– معرفة العالم والسعي إلى إشباع العقل، وتبنِّي الفضيلة، والاستقلاليَّة الماليَّة الأخلاقيَّة، أي تلك الحريَّة التي لا يحتاج معها المرء إلى الخضوع لأهواء الآخرين وتسلُّطهم، مع رفاهيَّة ممارسة الهوايات الشخصيَّة، وأخيرًا: التأمُّل الفلسفي.. من أهم عناصر السعادة الحقيقيَّة لدى (أرسطو).

– يكمن سر الحصول على السعادة في قدرتنا على التعامل الصحي والعقلاني مع صراع الرغبات المتناقضة داخل نفوسنا.. إنَّه صراع الأخلاقيَّات والعقلانيَّة مع النزوات والشهوات لتجنُّب المضاعفات غير الجيدة على مسرى حياتنا وحياة مَن نُحب، عن طريق كبح جماح رغباتنا، وضبط انفلات شهواتنا.

– عدم أخذ الأحداث وتصرُّفات الناس تجاهنا بشكل شخصيٍّ، من أصعب الأمور.. لكن ذلك من أهم طرق الحصول على السكينة والسرور.. فالنَّاس لا يهتمون بمشاعرك ورأيك ومصالحك كما تظن وترغب.. أنت وحدك من تهمُّه تلك الأمور العرضيَّة الزائلة.. «سر السعادة.. هو تقبُّل حقيقة أنَّ العالم بشع».. هكذا قال: (راسل).