أدب الأطفال: عالم من الإبداع

أدب الأطفال: عالم من الإبداع

في أمسية إبداعيَّة نفَّذتها جمعيَّة أدب الطفل، تشرَّفتُ بإدارتها للحديث حول موضوع هام، وهو (طباعة كتاب الطفل وتوزيعه ونشره)، وتم استضافة الدكتورة أروى خُميِّس الأكاديميَّة وصاحبة دار نشر للأطفال وكاتبة القصص لهذه المرحلة العمريَّة الغالية على قلوبنا.

أمسية استثنائيَّة بمعنى الكلمة، طغت عليها روح الأطفال، وتفاعل الحضور معها تفاعلًا كبيرًا؛ لأنَّ أدب الأطفال يُعدُّ من أهم مجالات الأدب، وله الدور الأكبر في تشكيل وعي الأطفال، وتوسيع آفاقهم، من خلال القصص والرِّوايات يتمكِّن الأطفال من استكشاف عوالمهم، والعالم الجديد من حولهم، وتطوير خيالهم، وتنمية مهاراتهم اللُّغويَّة والاجتماعيَّة.

في هذه الأمسية، تم مناقشة أهميَّة أدب الطفل، وطرق النشر، وعوامل نجاح الطباعة لكتب الأطفال، وتبادل الأفكار والخبرات، وقد أثرت الدكتورة أروى -بخبراتها العمليَّة، وتجربتها الشخصيَّة- الأمسية، عندما تحدَّثت عن أهميَّة الكتاب في حياة الطفل، وكيف يسهم في تشكيل شخصيته؟ وكيف يؤثِّر على تنمية القيم والخيال؟ وتطرَّقت لمكوِّنات أدب الطفل من قصص وشعر ورواية، وما هي الخصائص الفنيَّة والأسلوبيَّة لأدب الطفل؟ كما تطرَّقت لخطوات نشر الكتاب، والتصميم، وإستراتيجيَّات توزيع الكتب، وكيفيَّة الوصول إلى الجمهور المستهدف، وعن التحدِّيات والفرص في مجال أدب الطفل، ومن المؤكَّد أنَّ هناك تجارب ناجحة في أدب الطفل عربيًّا وعالميًّا، لابُدَّ أنْ يُسلَّط الضوء عليها، مع مراعاة المعايير التي يجب مراعاتها في تصميم كتب الطفل، المختلفة عن معايير الكتب للكبار؛ لضمان جاذبيته وتفاعله.

هذا الحراك الفكري الثقافي، الذي تتصدَّر مشهده في مجال الطفولة (جمعيَّة أدب الطفل وثقافته) مشكورةَ، تُسهم بدورها الفاعل في زيادة الوعي المجتمعيِّ، واستقطاب الكفاءات الوطنيَّة واستنهاض الهمم، من أجل طفل اليوم، رجل المستقبل.

جمعية أخذت على عاتقها -في رؤيتها- بالتميز والريادة في أدب الطفل وثقافته، ومن خلال رسالة الجمعية يتضح دور القطاع غير الربحي في العناية بأدب الطفل وثقافته إبداعاً وإنتاجاً ونشراً، بالشراكة مع المجتمع والمهتمين بالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة.

ويبقى لأهل التعليم بصمتهم، ولعرَّاب الجمعيَّة رئيس مجلس الإدارة الدكتور سعد الرفاعي لمساته الخاصَّة، وفكره، وتاريخه الأدبي، واهتمامه المبكِّر بأدب الطفل، يجعل كلماتي حائرةً وعاجزةً أن تكتب عن هذا الرجل، الذي نذر حياته لإثراء الساحة الفكريَّة والثقافيَّة في المملكة، والذي يمثِّل أرض وأهل ينبع الكرام خير تمثيل، في كلِّ محفل ثقافيٍّ داخل وخارج الوطن. ممتنة لهذا الرجل، ولفريق العمل؛ لأنَّني معهم أستشعرُ عظم الأمانة للكلمة والحرف، وأنَّ الله اصطفى من عباده أناسًا؛ ليكونوا حاملي لواء العلم والفكر والثقافة؛ وثقتهم محل تقديري وامتناني.

ما يصل من ردود أفعال، وآراء الحاضرين والحاضرات، والمداخلات في مثل هذه الأمسيات، يعطيك مؤشرًا سريعًا لوصول الرسالة، وبلوغ الغاية، وتحقيق الهدف، معلِّمات رياض الأطفال والطفولة المبكِّرة، كانت ردود أفعالهنَّ وصلتني، وتحدَّثن معي عن رغبتهنَّ في استكشاف قدراتهنَّ للكتابة لأدب الطفل، وأنَّ الدكتورة أروى حرَّكت في دواخلهنَّ الكنوز المعرفيَّة، والشغف بهذا العالم، فسعدت كثيرًا بهذا الكلام.

أمَّا مداخلة الدكتورة منيرة العكاس، فكانت بمثابة خلاصة فكر تربويٍّ وقياديٍّ ومعرفيٍّ فريد من نوعه؛ لأنَّها تملك خبرةً واسعةً، ولها قصة لعالم الأطفال بعنوان (وحدة وطن)، ومن أوائل من جمع بين الحروف والأصوات في تناغم يلامس قلب وروح ووجدان الطفل.

شبَّهت الدكتورة هذه الأمسية بالعزف على سيمفونيَّة رائعة، راقت لها وللحاضرين، ولبَّت احتياجات مجتمع شغوف بالعلم والمعرفة، ومهتم بعالم الطفولة.

شكرًا من الأعماق لقائدة استثنائيَّة ومُلهِمة لي في خدمة وطني، معلِّمتي الدكتورة منيرة، كم أنا فخورة بك، وأعتز بأنَّني تلميذة حريصة على طرق أبواب مدرستكِ ما حييتُ.