«ثلاث طرق للتخلص من الضغوط والأفكار السلبية»

«ثلاث طرق للتخلص من الضغوط والأفكار السلبية»

تختلف ظروف الناس، ويتنوَّع ما يحل بهم من مصائب الحياة، سواء في أنفسهم، أو أزواجهم، أو أولادهم، أو أرزاقهم، أو صحتهم، فيأخذهم شيء من الضيق والكرب وصعوبة الحياة، وهذا يصيب المسلم والكافر على حدٍّ سواء، فعندها يبحث الإنسان عن مخرج، يقترح بعض علماء النفس وتطوير الذات، مهارات وممارسات وتدريبات؛ للخروج بالنفس؛ ممَّا يصيبها من الأفكار السلبيَّة والضيق والقلق والأرق، والأتعاب النفسيَّة، وقد شرحت في مقالات سابقة بعضًا من تلك المهارات والممارسات، ولا تزال النفس البشريَّة في هذه الحياة تعاني ممَّا يحل بها حتَّى تجد لها مخرج ينتشلها من ذلك الضيق تمامًا، وكما هو مؤكَّد فإنَّ المخرج الأساس من ذلك كله، لا يملكه إلَّا الله -سبحانه وتعالى- كما قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-:

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى

ذَرعًا وَعِندَ اللهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمَّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُهَا

فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَج

إنَّ الإنسان مخلوق ذو مكوِّنات جسميَّة ونفسيَّة وروحيَّة وعقليَّة وقلبيَّة، تتفاعل فيما بينها لتبقى الحياة متعافية، ولأنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو أدرى بما خلق، كما قال تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، فإنَّه سبحانه أرشد الإنسان إلى عدَّة مخارج، تكون دليله عندما تحلُّ به المضائق، وتحيط به الأفكار السلبيَّة، وتتنازعه الأدواء من قلق وأرق وهلع ووجع، ومن تلك المخارج مهارة التقوى، تقود إلى المخرج، وتصل الإنسان به إلى بر الأمان، كما قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)، وهذا المخرج رقم (١) وهو مخرج أساس متاح لكلِّ إنسان يمكن أنْ يعبر منه أيُّ شخص يتَّقي الله، وتتحقَّق عنه العافية من المأزق.

والمخرج رقم (٢) خاص بالأزواج، وهو ما ذكره بعض المفسِّرين من فهم للآية في قوله تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، حيث قال البيضاوي -وفقًا لسياق الآية، في السورة-: «إنَّها جملة اعتراضيَّة مؤكَّدة لما سبق بالوعد على الاتِّقاء عمَّا نهى عنه صريحًا، أو ضمنًا من الطلاق في الحيض، والإضرار بالمعتدَّة،، وإخراجها من المسكن، وتعدِّي حدود الله، وكتمان الشهادة… بأنْ يجعل الله له مخرجًا ممَّا في شأن الأزواج من المضايق والغموم، ويرزقه فرجًا وخلفًا من وجه لم يخطر بباله».

أمَّا المخرج رقم (٣)، فهو قوله -سبحانه وتعالى-: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، فالتوكل على الله -حقًّا- مخرج يُنقذ النفس من الخوف والقلق، ووساوس الشيطان، ويحفظ الإنسان من متاهات الأفكار السلبيَّة، باعتبار أنَّ الذي سيتولَّى الأمر هو الله -سبحانه وتعالى- فهو حسبُ مَن يتوكل عليه، أي مَن يحفظه، ويحقق له مخرجًا من أيِّ أذى وضرر، قد يعترضه قبل أن يصيبه، وكفى بالله حسيبًا.

تمر على كل إنسان ظروف حياتية اجتماعية ومالية ومرضية صعبة، فيظل على أحر من الجمر، أن يكون له منها مخرج، أو متنفس بسيط، يرفع الله به عنه ما أصابه من كرب الحياة، وضيق المعيشة، وتشتت البال، وضياع الحال؛ مما يجعله يبحث عن مخارج، ومن تلك المخارج الأساسية ما شرحته بالتفصيل في كتابي «مهارات التقوى».