شرق أوسط جديد يبدأ مع تعهدات محمد بن سلمان

التنمية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تنطلق بثقةٍ وحكمة، في مختلف مجالات الحياة، أكان اقتصادياً أو اجتماعياً أو غير ذلك. الأمير محمد بن سلمان رعى وخطط ونفذ نمواً متسارعاً للمملكة، وحوَّلها – عبر الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والإستراتيجية، وقوة الشخصية، والتخطيط الذكي والحكيم- لتصبح محوراً اقتصادياً واستثمارياً على مستوى الإقليم والعالم. وأصبح لها دوراً أساسياً في تشكيل النظام العالمي؛ الذي يحل محل النظام العالمي الليبرالي الذي يتداعى.
في أكتوبر 2018، قال محمد بن سلمان في منتدى مستقبل الاستثمار بالرياض: «إن أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط، هذه حرب السعوديين وهذه حربي التي أخوضها شخصياً.. لن أفارق الحياة إلا وأنا أرى الشرق الأوسط في مقدمة دول العالم. وأعتقد أن هذا الهدف سيتحقق بنسبة مائة بالمائة».
مرت الآن حوالى سبع سنوات منذ أن أعلن ولي العهد عن رؤيته المستقبلية للشرق الأوسط، وها نحن نشاهد تباشير انتقال المنطقة من بؤرة فقر وصراع؛ إلى كيانات تسعى نحو البناء والاستقرار والنمو الاقتصادي.. وكان آخرها رفع العقوبات المفروضة على سوريا، بعد تحريرها من «حزب البعث» وحكم آل الأسد، والتدخلات التخريبية الأجنبية.
وقال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب، أن الفضل في ذلك يعود إلى الأمير محمد بن سلمان، الذي أقنعه برفع العقوبات عن سوريا، بل وجمعه برئيس النظام السوري الحالي، أحمد الشرع، خلال زيارة الرئيس الأمريكي للرياض.
كل هذا يدل على أن ولي العهد يعد وينفذ ما وعد به. إذ وضع رؤيته للسعودية «2030»، وعمل على تحقيق العديد من أهدافها خلال فترة أقل من ذلك. بل ونتوقع أن تتحقق كل الأهداف، وتنجح المملكة في الوصول إلى كامل رؤية محمد بن سلمان لبلاده عام 2030 بنجاحٍ كبير.
ما يحققه القائد السعودي الشاب لا يجعلنا، نفخر به وبإنجازاته في السعودية فحسب، بل يشعر الشباب العربي بالإعجاب والفخر بهذا القائد العربي.. ولم يسعَ ولي العهد لرفع الشعارات وإطلاق الوعود الجوفاء، ولم يسعَ لتحويل أنظار مواطنيه إلى خارج الحدود رافعاً شعارات كاذبة، بل دفع المواطنين للنظر إلى داخل بلدهم أولاً، والسعي للتفوق في بناء الوطن السعودي، والتخلي عن الشعارات بمختلف أشكالها، ورفع راية الوطن عالية، والفخر بأرض السعودية وقادتها وشعبها. وفي نفس الوقت كان حكيماً في معالجة والسعي لحل الكثير من المشاكل والحساسيات الخليجية وكذلك العربية. وسعت دول كبرى للاستفادة من خبرات وقدرات البلد وقائده، كما حدث فيما بين أوكرانيا وروسيا، بل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. وعالج التوترات القائمة في المنطقة بحكمة، ومد يده للجميع ونفذ إستراتيجية قائمة على أساس «صفر» مشاكل مع دول الجوار.
المرحلة القادمة عسى أن تُتوَّج بقيام تكتل اقتصادي عربي تكون دول مجلس التعاون الخليجي بخبراتها في التنمية الاقتصادية هي النواة الصالحة له، وتكون السعودية – بدورها القيادي في المنطقة والعالم، وكونها محوراً اقتصادياً في المعادلة العالمية- قائدة للمرحلة الأولى من قيام هذا التكتل الاقتصادي، الذي يستهدف تنمية العالم العربي اقتصادياً، كما فعلت دول مجلس التعاون الخليجي والسوق الأوروبية المشتركة (الاتحاد الأوروبي حالياً).