إجراءات السعودية: لتوفير حج مريح وآمن

إجراءات السعودية: لتوفير حج مريح وآمن

لا أحد ينكر هذه الجهود التي تبذلها مملكتنا الحبيبة بكل أجهزتها ومؤسساتها وطاقاتها الإبداعيَّة، لتحويل فريضة الحجِّ إلى رحلة مريحة آمنة لضيوف بيت الله الحرام.

لذلك تطوَّرت الأنظمة التي تحقق لحجاج بيت الله الحرام أقصى مستويات الراحة خلال رحلتهم من دولهم -بعدت أو قربت-، فالمشقة لا شكَّ أمر ضروري في السفر، لذلك أكرم الله المسافر برخصٍ عديدة لتيسير العبادة والطاعة كي يقوم بفروضه حسب طاقته، وإمكانياته الجسديَّة والماديَّة. ولأنَّ فريضة الحج هي الأعظم مشقة منذ أذن سيّدنا إبراهيم في الناس بالحج ليأتوا إلى مكَّة المكرَّمة من كل فجٍ عميق حتى يومنا هذا، لذلك حرصت حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة على إصدار القوانين المنظمة لحركة الحجيج في مكَّة المكرَّمة وبين المشاعر، من تلك القوانين «إصدار التصريح»، سواء للمواطن أو المقيم من حجَّاج الداخل، أمَّا الحجَّاج القادمون من بقاع الأرض لهم تنظيمات تحدد الأعداد، وتمكن مؤسسات الدولة المختلفة من تقديم التسهيلات والخدمات الكثيرة التي يحتاجها التجمع البشري الكبير، الذي أصبح يتجاوز المليونين بكثير في نطاقٍ محددٍ لا يمكن مده واتساعه منذ أمر الله الناس بالحجِّ.

من أجل كل ما سبق، جعل الله فريضة الحج هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وألزم بها من لديه الاستطاعة فقط «لمَن استطاعَ إليهِ سبيلًا».

كما اختلفت معايير كثيرة من أمور حياتنا، فاختلفت معايير الاستطاعة، التي وضعها رب العالمين، كشرط أساس لمن أراد أداء فريضة الحجِّ، فلم تعد القدرة الماليَّة والبدنيَّة معياري الاستطاعة فقط، بل أصبحت من شروط الاستطاعة الوفاء بكلِّ الالتزامات الماليَّة والحصول على التصريح بالحجِّ.

عندما نسافر إلى أوروبا، أو بعض الدول العربيَّة والإسلاميَّة نستوفي كل متطلبات التأشيرة، ونلتزم بالوقوف أحيانًا ساعات طويلة لختم وثائق السفر، وساعات أخرى لاستلام الحقائب، بينما قامت السعوديَّة بتسهيل كل ذلك على ضيوف الرَّحمن، فالحقائب تشحن إلى أماكن السكن الخاص بهم من دولتهم مباشرة – كما جاء في تقريرmbc في أسبوع، الجمعة الماضية-.

كذلك تسهيل ختم وثائق السفر والتنقلات بين المدن السعوديَّة، ومراكز استقبال حجَّاج البر والبحر والجو، كل تلك الجهود تبذلها الدولة بكامل أجهزتها ومؤسساتها وهيئاتها لتزيل عن ضيوف الرَّحمن المشقة على قدر الإمكان.

فريضة الحج عبادة تستوجب معايير عالية، فبالإضافة إلى الاستطاعة، تأتي الاستقامة والبعد عن أساليب التخفِّي والخديعة للتهرب من التزامات السكن والافتراش في المشاعر، ومضايقة ضيوف الرَّحمن الذين التزموا بكل اشتراطات الحجِّ.

الحجاج من الخارج يأتون إلى مؤسسات الطوافة التي توفر لهم مركبات التنقل من نقطة قدومهم إلى المساكن، والتنقل بين منى وعرفات ومزدلفة، ثم منى، وبيت الله الحرام، كذلك توفر لهم السكن والطعام والشراب والمرافقين الأكفاء، كذلك الرعاية الصحية المتكاملة، حتى أن كثيراً من الحجاج كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة تتولى الدولة تنقلاتهم بسيارات مجهزة طبياً وبرفقة كوادر طبية مؤهلة.

تغيَّرت المعالم حول الكعبة، وفي المشاعر، «منى وعرفات ومزدلفة»، وترسَّخت قدسيَّة المكان، ومشاعر الروحانيَّة، وأنت تطوف حول الكعبة المشرَّفة، تعود إلى لحظة الولادة الأولى، متجرِّدًا من أعباء الحياة، شفيفًا رهيفًا، كطائر يحلِّق بجناحي الخوف والرجاء، في البقعة المقدَّسة، كيف يمكنك التحليق وأنت مخالف للأنظمة ومتسببًا في كوارث الافتراش التي تسبب عرقلة حركة الحجيج في منى وعرفات.

كيف تؤدِّي فرضًا لله تعالى بأساليب لا ترضي الله، وتسبِّب ربما في كوارث بشريَّة أو حتى تؤدِّي بحياتك إلى التهلكة؛ بالضياع أو التعرض لضربات الشمس والحرارة المرتفعة؛ دون أنْ يشعر بك أحد، لأنَّك لست مشمولًا في قوائم الحجيج الرسميَّة، ودون مرجع ودون مكان، أو عنوان أو معرف داخل النطاق النظامي للدولة؛ التي تقوم على شؤون الحجيج بكل جهد وكرم باذخ، وتنظيم للحشود أبهر العالم.

مكَّة المكرَّمة والمشاعر.. تلك الأماكن المقدَّسة الثابتة شاهدًا على عظمة هذا الدِّين، الذي يقرُّ بالوحدانيَّة لإله واحد منذ الأزل وإلى الأبد. كذلك تظل السعوديَّة الدولة التي تقوم على خدمة الحرمين، واستقبال وخدمة ضيوف الرَّحمن، وتيسر لهم -من عام لعام- أداء الفريضة بيسر وسهولة.