الحميدان للمدينة: كنا نعلم الطلاب في مدارس تفتقر للكهرباء.. واستخدام اللوري كان وسيلة للتنقل.

روى المعلم المتقاعد/جمعان بن عبدالرزاق الحميدان لـ “المدينة”, قصة حرص الطلاب على التحصيل العلمي في السبعينات الهجرية ,وحرص المعلمين على أداء واجباتهم بكل جد واجتهاد ,لافتا ان المدارس كانت بدون كهرباء او أدوات مساعدة وكانت السبورة والطباشير هي الوسيلة لتعليم الطلاب ,وقال “الحميدان” إن او ل راتب تقاضاه بعد تعيينه معلما (525) ريالا فإلى نص الحوار ..
-لو تحدثنا عن ميلادك اطال الله في عمرك؟
ولدت في عام 1366 هجري بالطائف وسط بيئة بسيطة لكنها جميلة بجمال أهلها..
-اين درست؟
بدايات التعليم في المدرسة السعودية بحي باب الريع ,حيث كانت الفصول عبارة عن غرف صغيره مفروشه “حنابل” يجلس عليها الطلاب لتلقي العلوم ،و كنت اذهب إلى المدرسة سيرًا على الأقدام، فلم تكن هناك مواصلات كما هي الآن، ثم انتقلت إلى مدرسة الجاحظ الابتدائية التي أكملت فيها دراسة المرحلة الابتدائية. أنهيت تلك المرحلة وانتقلت إلى المرحلة المتوسطة بمدرسة عكاظ. وبصوت شاحب وحزين قال: توفي والدي رحمه الله خلال السنة الأولى لي ، فاضطررت لترك الدراسة عامًا كاملاً، لكن إصراري على مواصلة التعليم دفعني للالتحاق بمعهد المعلمين بعد ذلك، حيث قضيت ثلاث سنوات في تلقي العلوم التربوية وتخرجت معلما للصفوف الأولية .
-هل من كان يقوم بتدريسكم وقتها من أبناء الوطن؟
معظم من كان يقوم بتعليمنا وقتها من الجنسيتين المصرية والعراقية ، جاؤوا إلينا حاملين معهم كنوز العلم والخبرة بالفعل ,وكانت الجدية لديهم ظاهرة إيجابية بارزة ,فلا تهاون او تساهل..
-بعد تخرجكم من المعهد. أين تم توجيهكم للعمل في تدريس الطلاب؟
أول عمل لي كان قبل أكثر من (60) سنة في مدرسة “القامة” ببلاد الطلحات بشفا الطائف ..أول يوم في التدريس كان شعورًا لا يوصف، الوقوف أمام الطلاب لأول مرة كمعلم وليس كطالب وسني صغير وقتها ..لكن الجدية كان لها دور في تجاوز كل العقبات
-هل تتذكر أول راتب تقاضيته؟
نعم ..لايمكن أن ينسى (525) ريالا, وكان مبلغًا كبيرًا في تلك الأيام.
-كيف كنتم تصلون للمدارس في ظل عدم وجود طرقات او سيارات ,وبالذات المنطقة التي كنتم فيها صعبة التضاريس؟
كانت عمليات الوصول مشقة بالفعل ..رحلة أسبوعية فقط لنصل الى المدرسة ..كنا نركب شاحنات يطلق عليها” اللوري” .. نغادر الطائف يوم الجمعة بعد صلاة العصر، ونصل إلى المدرسة في الليل .. كنا كمعلمين نقيم في غرف بسيطة ملحقة بالمدرسة طوال الأسبوع، ونعود إلى الطائف في نهاية الأسبوع ..المدرسة لم يكن فيها كهرباء او خدمات وكنا نضطر الى المشي على الارجل مسافات طويلة في حال تعذر وصول الشاحنة الى المدرسة لأي سبب من الأسباب..
-ماهي الأدوات التي كانت متوفرة في مدرستكم لمساعدتكم على تدريس الطلاب؟
المتوفر السبورات والطباشير فهي العوامل المساعدة على تعليم الطلاب
-كيف كان اقبال الطلاب على المدارس ؟
كان هناك اقبال كبير لرغبة الناس في تعليم ابناءهم . وأذكر ان نسبة الغياب كانت شبه معدومه.والطلاب أيضا لديهم إمكانيات عالية في التعلم .
-هل استمريت في نفس المدرسة؟
خدمت ولله الحمد لمدة 33سنة وتنقلت في العديد من المدارس حتى تقاعدت قبل (26)سنة..
-رسالتك للطلاب -المعلمين؟
-رسالتي إلى المعلمين أولا ..كونوا قدوة لطلابكم ,وإلى الطلاب اجعلوا التعلم شغفًا، لا واجبًا.