إدارة التجمعات خلال موسم الحج

طوال العام، وعلى مدار الأربع وعشرين ساعة، وخلال أيام الأسبوع، لا يُقفَل باب، ولا تَحدُث فوضى، وتكثر الحشود في رمضان، وفي موسم الحجِّ، وتجد التنظيم نفسه، والنظافة نفسها، والإستراتيجيَّة المتَّبعة لا تتغيَّر، بل تتطوَّر، والحشود يصل عددهم ملايين، والحكمة والحنكة والنظام والخدمات في أعلى مستوياتها، والسؤال الأكبر والأعظم والأهم والأشمل: مَن يستطيع على ذلك؟ مَن يقدر على ذلك؟ مَن له جلادة وخبرات وصبر وتحمُّل ويفخر بذلك إلَّا المملكة العربيَّة السعوديَّة، وحُكَّامها، وشعبها العظيم؟!.
وطنٌ عظيم، أنتج رجالات عظماء، فمنذ أنْ وحَّد الملك عبدالعزيز هذه الأرض الطيبة، إلى يومنا هذا، كانت -ولا زالت- خدمة الحرمين الشَّريفين تنبع من الإحساس والفخر، ومن مشاعر الوفاء والإيمان، وتعتزُّ «السعوديَّة» حكومةً وشعبًا بهذا الفخر العظيم، ولم ولن نطلب من أحد العون والمساعدة، فحفظ الله هذه البلاد، وحُكَّامها، وشعبها، وأرضها من كل مكروه، ومن كلِّ حاسدٍ وحاقدٍ، ومن كلِّ جاحدٍ لهذه النعم.
السعودية -بكل فخر- تستقبل حجاج بيت الله من كل فجٍ عميق، ومن شتى أقطار العالم، وتقدم لهم العون والمساعدة؛ ليتمتعوا بكافة أنواع الراحة، ويقضوا مناسكهم على أفضل وجه، ولا ترجو من ذلك إلا الدعاء بأن يحفظ الله هذا الوطن، وولاة الأمر، ومن سخر للعالم أجمع هذه النعمة العظيمة.
هناك حاقدون، وهناك حاسدون، ولكنَّنا تعلَّمنا من ولاة الأمر ألَّا نردَّ بالصوت، بل بالأفعال -ولله الحمد-. التاريخ يشهد لنا بذلك، والعالم يرى ويسمع كل هذه الإنجازات العظيمة.
الحجُّ أكبر (تجمُّع عالمي)، وفيه (فن) إدارة الحشود (مدرسة) يطلقها السعوديُّون كل عام، ليتعلَّم منها الآخرون.. مدرسة في كيفيَّة إدارة الحشود، والتنظيم والانسيابيَّة في الطلوع والنزول، والدخول والخروج.
عشرات العِبر والدروس التي تُقدَّم للعالم من خلال موسم الحجِّ، أهمها التنظيم، ووضع الخطط والإستراتيجيَّات، وإدارة الأزمات، والنظافة… وغيرها من الدروس، التي يستفيد منها الخبراء ومراكز البحث والتطوير.