صحة الحجاج: من الرعاية إلى التميز

في طفولتي في مدينة مكة، كنت أرقب موسم الحج بعين الطفلة والدهشة. كانت البعثات الطبية ترافق حجاج دولها، تقيم في مساكن مخصصة، وتُداوي أبناء وطنها. وكنّا -نحن أهل مكة- نلجأ إليهم أحيانًا، نلتمس مشورة أو دواء.
واليوم، وبعد أن استمعت لكلمة معالي وزير الصحة الأستاذ فهد الجلاجل في ندوة الحج الكبرى، تبيّنت حجم التحوّل العميق: “من زمن كانت فيه الرعاية تُقدَّم ضمن بعثات، إلى زمن أصبحت فيه السعودية سبّاقة في تقديمها للجميع، بلا تمييز ولا تأخير”.
أصبح لدينا طائرات درون تُسعف الحاج في 6 دقائق، ومركز إنذار مبكر يسبق الخطر، ومستشفى الصحة الافتراضي يُنقذ حياة حاج تعرّض لسكتة دماغية خلال 36 دقيقة فقط. لم تعد التقنية أداة، بل روح في خدمة ضيف الرحمن.
مكة اليوم لم تعد فقط مهوى الأفئدة، بل أصبحت وجهة الطب المتقدّم، والمنظومة الصحية الذكية التي تليق بموسم بحجم الحج.
هذه ليست فقط قصة صحة… إنها قصة وطن يسير بثقة من الرعاية إلى الريادة، ويجعل من خدمة الحاج شرفًا يتجاوز كل وصف، وعناية تليق بضيوف الرحمن.