الأغا: يجب على مرضى السكر في الحج متابعة المؤشرات الرقمية وتفادي الضغط العصبي والإجهاد.

كشف استشاري الغدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، أن تقنيات إدارة والتحكم في داء السكري منذ ظهورها قبل سنوات ساعدت مرضى السكري على أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة وأمان ، إذ أصبحوا ولله الحمد قادرين على متابعة مرضهم على مدار الساعة ، ناصحًا المرضى الذين يستخدمون هذه التقنيات على رصد المؤشرات الرقمية لنسبة سكر الدم ، وتجنب الإجهاد نهائيا وتطبيق جميع النصائح التي وجهت لهم قبل التوجه لأداء الفريضة.
وقال إن تقنية مضخة الأنسولين، وتقنية مجسات المراقبة المستمرة للسكر على مدار الساعة دون الحاجة إلى وخز الإصبع ونزول الدم، ساهمت في إعطاء الأمان والتحكم بداء السكري، وحصول المرضى على التنبيهات المباشرة والفورية في حال اختلال نسبة سكر الدم في الجسم، بالإضافة إلى الحصول على علاج الأنسولين في الوقت المحدد وبالجرعات المطلوبة بكل دقة متناهية، إذ دأبت الشركات العالمية في مجال التقنيات الطبية على إنتاج أجهزة “مجسات مراقبة” لمعدلات السكر في الدم يسهل استخدامها من قبل المرضى، والأهم من ذلك دقتها في تحذير المريض عند ملاحظة أي تغير في معدل السكر لديه.
وتابع الأغا أن مرضى السكري بإمكانهم أداء فريضة الحج ، لكن يجب عليهم الانتباه لما قد يتعرضون له خلال أداء مناسك الحج وتنقلات المشاعر ، ومن ذلك صعوبة التحكم في مستوى السكر في الدم، وهذا ما قد يحدث نتيجة تغير مستويات النشاط البدني، والتعرُّض للحرارة المرتفعة، وحدوث الجفاف، وتغيُّر نظام الطعام والأكل ، التعرض – لا قدر الله- للإصابة بجروح أو تقرحات في القدمين أو غيرهما، بسبب كثرة الحركة والازدحام ، التسلخات التي تحدث بسهولة عند مرضى السكري، بسبب الازدحام والتعرق الزائد واضطراب مستوى سكر الدم ، لذا يجب على المرضى الانتباه جيدا لصحتهم ومراعاة العوامل التي قد تؤثر على صحتهم.
وأضاف: تتضمن فريضة الحج بعض المناسك التي تستلزم المشي لمسافات طويلة ، لذا من المهم جدا الاعتناء بالقدمين وعدم المشي نهائيا حافي القدمين ، ويجب ارتداء الحذاء المريح وتجنب الأحذية الضيقة ، وأن تكون الجوارب قطنية ، مع الحرص على نظافة القدمين ، ومن المهم أيضا تناول السوائل الصحية وأهمها طبعًا الماء لتجنب الجفاف ، ولا سيما أن موسم حج هذا العام يتزامن مع موسم الصيف وارتفاع الحرارة ،
والحرص على تقسيم وجبات الطعام إلى 3 – 5 حصص صغيرة على مدار اليوم ، مع ضرورة وجود الحقيبة الصحية يتضمن عصير وطعام يحتوي على السكر ، وذلك لتناوله في حالة الشعور بأي علامة صحية قد تشير إلى الإصابة بنقص مستوى السكر بالدم مثل : الإرهاق الشديد ، التعرق الشديد ، خفقان القلب ، عدم وضوح الرؤية ، تشوش الذهن والدوخة ، وبعدها إبلاغ الطبيب أو المشرف الصحي المتواجد في المخيم، أو التوجه إلى أقرب مركز صحي وذلك لتقديم الرعاية الطبية المناسبة ، ومن المهم أيضًا ارتداء سوار طبي أثناء رحلة الحج تتضمن البيانات الشخصية ( الإسم ، العمر ، البلد ) ، بالإضافة إلى البيانات الطبية التي تشير إلى إصابته بمرض السكري .
وختم البروفيسور الأغا حديثه بقوله:
رحلة الحج فريضة عظيمة تتطلب مجهودًا بدنيًا وجسديًا ونفسيًا كبيرًا ، وبالنسبة لمريض السكري، تمثل هذه الرحلة تحديًا مضاعفًا، إذ عليه أن يوازن بين أداء المناسك الروحانية وحماية صحته من أي مضاعفات محتملة ، لذا من المهم أن يحرص مريض السكري على اتباع الإرشادات الطبية السليمة ، مع المتابعة على مدار الساعة لمؤشرات نسبة سكر الدم ، تجنب الإجهاد والتوتر ، والتواجد في أماكن الظل ، والحرص على التغذية الصحية ، ومن النصائح المهمة النوم الصحي بساعاته وجودته لتجديد طاقة الجسم.