لماذا نبتسم؟ وما طبيعة الضحك؟

لماذا نبتسم؟ وما طبيعة الضحك؟

في الكثير من الأوقات، قد نسرح بخيالنا ونضحك، أو نشاهد موقفًا لشخص ما فنضحك، دون أنْ نعرف السَّبب، أو ما هو الضحك؟.

لقد عرَّف عالم الأعصاب السلوكي وأستاذ علم النفس في جامعة ماريلاند الأمريكيَّة، البرفسور «روبرت آر بروفين» الضحك بأنَّه: «نوع تلقائي سريع من السلوك الإنساني»؛ ويقول في مقال له نُشر على موقع (هاو ستاف ووركس): «إنَّ الضحك عبارة عن مجموعة من الإيماءات والأصوات تحدث في وقت واحد بفعل الدماغ».

وأشار في دراسة عن الضحك استمرَّت لعقود؛ إلى أنَّ الضحك يمتلكه كل واحد منَّا، فهو جزء من مجموع الكلام البشريِّ على مستوى العالم، فيوجد الآلاف من اللغات، ومئات الآلاف من اللهجات، لكن الكل يضحك بطريقة واحدة.

وهنا لابُدَّ من طرح سؤالٍ: لماذا نضحك؟ ولماذا الفرح؟.

إننا نضحك؛ لأن للضحك أهمية عظيمة في حياتنا اليومية، فيساعدنا الضحك على الحركة والنشاط، والعمل والمثابرة، والمتابعة والنمو.. فالضحك يشيع جواً من المرح والغبطة، والحبور والارتياح والبهجة، إنه يفرج عن أنفسنا، ويجعلنا ننطلق إلى الحياة العامة بفرحة وأمل، فتتجدد حياتنا، وتنمو قدراتنا، ونبتعد عن اليأس والقنوط، والضجر والروتين الممل.

إنَّ علاقة الإنسان بالضحك علاقة وثيقة وطيدة، يجب أنْ تستمر؛ لأنَّ في استمرارها استمرار الحياة، وقضاء على الكبت الاجتماعي والضغط النفسي، المرهقَين لنا في ساعات النهار.

وأختمُ بقول المصطفى نبينا محمد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «رَوِّحُوا القُلوبَ ساعةً بعدَ ساعةٍ، فإنَّ القلوبَ إذَا كلَّتْ عميتْ»، لكنَّه في الوقت نفسه حذَّرنا من المزاح؛ لأنَّه يذهب ببهاء المؤمن، ويسقط مروءته، ويجرُّ غضبه.