إنهاء خطط التصعيد لمنى في فترة زمنية قصيرة

استقرَّت جموع حجَّاج بيت الله الحرام في منى لقضاء يوم التروية في وقت مبكِّر أمس، وسط منظومة متكاملة من الخدمات المختلفة.
ونجحت خطط التصعيد التي تمَّت عبر الحافلات الى مشعر منى، وفق الخطط الأمنيَّة والمروريَّة والخدميَّة في وقت قياسي.
وشهد مشعر منى انسيابيَّة تامة في الحركة المروريَّة، فيما جهزت خطط مماثلة لتصعيد حجاج بيت الله الحرام من مشعر منى إلى عرفات عبر الحافلات وقطار المشاعر صباح اليوم.
ووسط تنظيم أمني وخدمات متكاملة وتنفيذ دقيق للخطط الميدانيَّة، توافد حجَّاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، اقتداءً بهدي الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتقربًا لله تعالى، راجين منه القبول والمغفرة، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانيَّة وإيمانيَّة.
وشاركت أكثر من 8 آلاف حافلة في نقل الحجَّاج إلى المخيمات، وذلك إيذانا ببدء مناسك حج هذا العام.
وساهمت محطات كُبْرى من منظومة الرذاذ في تبريد مسارات المشاة لضيوف الرَّحمن لتخفيف حرارة الجو، كما رافق توافد ضيوف الرَّحمن إلى مشعر منى تحفهم العناية الإلهية، الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعات.
انسيابية في التصعيد
وتميزت حركة تصعيد جموع الحجيج لمشعر منى بالانسيابيَّة، وفق خطة مروريَّة شملت المحاور الرئيسة لشبكة الطرق، كما سخَّرت مختلف الجهات الخدمية قدراتها وطاقاتها لخدمة ضيوف الرَّحمن، تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، لجميع قطاعات الدولة المعنية بالحجِّ للقيام على أكمل وجه وفق الخطط التنظيمية والتشغيلية لموسم حج 1446هـ، وبذل كل ما من شأنه التيسير على الحجَّاج؛ ليؤدُّوا عباداتهم ونسكهم بروحانية وطمأنينة.
ويبقى الحجَّاج بمنى إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، ويتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها بعد النفرة من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 – 11 – 12 – 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلَّا من تعجل.
ووفَّرت القيادة الرشيدة، الخدمات الأمنيَّة والطبيَّة والتموينيَّة ووسائل النقل؛ للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم، وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة، مؤكدةً الجهات الحكومية والخدمية أهميَّة السعي على تنفيذ كل ما من شأنه إنجاح مهامها في موسم الحجِّ.
ويقع مشعر منى بين مكَّة المكرَّمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم، تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلَّا مدَّة الحج، ويحدُّه من جهة مكَّة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي «محسر».
معالم تاريخية ومشروع الخيام
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية، منها الشواخص الثلاثة التي ترمى، وبه مسجد «الخيف» الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريبًا من الجمرة الصغرى.
وكانت خيام منى في العقود السابقة تُنصب من القماش والخشب أو اللباد، وتفتقر لمقومات السلامة والراحة، وتُفكك بعد نهاية الحجِّ، فيما يضُم اليوم مشعر منى أكثر من (100) ألف خيمة ثابتة مصنوعة من الألياف الزجاجيَّة المقاومة للحرارة والاشتعال، والمكيَّفة بالكامل، وتخضع لنظام ترقيم دقيق يسهل الوصول إليها، ويعزز السلامة والتنظيم، وتغطي مساحة الخيام ما يقارب (2.5) مليون متر مربع، في مشهد عمراني موحَّد يخدم منظومة متكاملة من الإيواء والخدمات الصحيَّة والأمنيَّة واللوجستيَّة، ممَّا يجعل من مشعر منى مدينة متكاملة مؤقتة تنبض بالحياة أيام الحجِّ.
جسر الجمرات
ويبرز في المشعر جسر الجمرات، الذي يبلغ طوله (950) مترًا، وعرضه (80) مترًا، على عدة طوابق، بطاقة استيعابية تتجاوز (300) ألف حاج في الساعة الواحدة، ما يُمكن من تفويج الحشود بكفاءة عالية، ويُقلل من التزاحم والاختناق، خاصة في أوقات الذروة أثناء رمي الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى).
وحظي مسجد الخيف في مشعر منى بعناية واهتمام كبيرين من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، انطلاقًا من مكانته الدينية والتاريخية، حيث يُعدُّ أحد المواضع التي صلى فيها النبيُّ محمد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، ممَّا يجعله من أبرز المعالم الإسلاميَّة في المشاعر المقدَّسة، وتبلغ مساحته (23,500م2)، ويتسع لأكثر من (27.000) مُصلٍّ.