نجاح استراتيجيات التصعيد والحشد في يوم عرفة

نجاح استراتيجيات التصعيد والحشد في يوم عرفة

وقف أكثر من مليوني حاج أمس على صعيد عرفات الطاهر، وسط منظومة خدميَّة رفيعة المستوى، وذلك بإشراف خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وصل إلى منى في ساعة مبكِّرة من صباح أمس؛ للإشراف على راحة الحجيج.

وأكملت الجهات المعنيَّة خطط التَّصعيد والنفرة بنجاح تام، فيما بدأت قوافل الحجيج فى الوصول إلى منى مع الساعات الأولى من صباح اليوم؛ لرمى جمرة العقبة، وقضاء أيام التشريق.

ونجحت خطة النقل، في نقل كامل حجَّاج بيت الله الحرام في وقت وجيز، عبر 25 ألف حافلة والنقل التردُّدي بالقطار.. فيما رفعت مختلف الجهات وتيرة عملها في يوم عرفة، وفقًا للخطط المعتمدة من أجل تقديم أفضل الخدمات للضيوف والحفاظ على سلامتهم وأمنهم.. وشهد مشعر عرفات في هذا العام عمليات تطوير شاملة في البنية التحتية، واستخدام التقنيات والابتكارات الحديثة التي تساعد حجَّاج بيت الله الحرام على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

الركن الأعظم بالحج

ومشعر عرفات يُعدُّ من أهم المشاعر المقدَّسة، وأبرز محطَّات الحجِّ، بل هو الركن الأعظم الذي لا يصح الحج إلَّا بالوقوف فيه، كما جاء في حديث رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «الحجُّ عرفة»، ويقع المشعر على بُعد نحو (18) كم من المسجد الحرام، و(10) كم من مشعر منى، و(6) كم من مشعر مُزدلفة، وَيقرب طول وعرض مشعر عَرفة ميلين، وهو سَهل مُنبسط مُحاط بسلسلة من الجِبال على شكل قوس، ويتجلَّى في يوم عرفة أعظم مظاهر المساواة والتجرُّد من الفوارق بين البشر، حيث يتساوى الجميع في اللباس والدعاء والتضرُّع، ويتَّجهون نحو الله تعالى في موقف جامع، تُرفع فيه الأيدي، وتُسكب فيه العَبَرات، راجين عفوًا ورحمةً وغفرانًا.

مسيرة التطوير

وعبر قرون طويلة، كان مشعر عرفات يشهد تجمع الحجَّاج في ظروف مختلفة، من حيث السبل والخدمات، حيث كانت تنصب الخيام المؤقتة، ويستخدم الحجَّاج وسائل تنقل تقليديَّة للوصول إلى المشعر، ما جعل المشقة جزءًا من الرحلة الروحيَّة، قبل أنْ تشهد العقود الأخيرة نقلة تطويريَّة غير مسبوقة.

DST_2334873_7976552_50_17_2025060515054877

تطوير خدمي شامل

وحظي مشعر عرفات باهتمام خاص ضمن المشروعات الكُبْرى التي تنفِّذها حكومة المملكة، وذلك ضمن رُؤية المملكة 2030، الرَّامية إلى؛ تعزيز جودة الخدمات المقدَّمة لضيوف الرَّحمن.

واستهدفت «كِدانة» تظليل وتطوير (85) ألف متر مربع من ساحة مسجد نمرة، وتظليلها بـ(320) مظلة، و(350) عمود رذاذ، وتشجير المنطقة، كما حددت مساحة (60) ألف متر مربع لتظليل وتبريد المسارات بمشعر عرفات، وتزويدها بمراوح رذاذ لتقليل تأثير حرارة الشمس المباشرة.

وتشهد ساحة عرفات وجودًا ميدانيًّا مكثَّفًا للجهات الحكوميَّة من مختلف القطاعات الأمنيَّة والطبيَّة والبلديَّة، حيث يتم تشغيل مستشفى جبل الرحمة، وعدد من المراكز الصحيَّة والنقاط الإسعافيَّة المنتشرة في نطاق المشعر، لاستقبال الحالات الطارئة، وتقديم الرعاية الفوريَّة.

كما تم دعم المشعر بأنظمة إلكترونيَّة لمراقبة الحشود والتحكم بالحركة، إلى جانب توزيع فرق للتوعية والإرشاد، وتوفير ترجمة فوريَّة بـ(34) لغة لخطبة عرفة، فضلًا عن توظيف تطبيقات ذكيَّة تساعد الحاج في تحديد موقعه ومعرفة مواعيد التفويج والانتقال.

دعم الخدمات البلدية

من جهة أُخْرى، عملت أمانة العاصمة المقدسة على تعزيز كفاءة الأداء، وتأمين بيئة خدميَّة متكاملة تواكب الكثافة المتوقَّعة في هذا الركن العظيم من مناسك الحجِّ.

وشملت الأعمال المنجزة، تجهيز الطرق، وتحديث شبكات الإنارة، وصيانة المرافق العامَّة، وتكثيف أعمال النظافة، والإصحاح البيئي، إلى جانب مكافحة نواقل الأمراض لضمان بيئة صحيَّة وآمنة للحجاج، عبر تقسيم مشعر عرفات إلى ثلاثة مراكز خدميَّة رئيسة موزَّعة جغرافيًّا، لتسهيل توزيع العمالة والمعدات وتغطية نطاق المشعر بالكامل، إضافةً إلى تنظيم مشعر مزدلفة، الذي جرى تقسيمه إلى ثلاث مناطق (جنوب مزدلفة، المشعر الحرام، شمال مزدلفة)، ومناطق النقل العام المخصصة للرحلات التردديَّة في كل من عرفات ومزدلفة.

كما خصصت الأمانة فرقًا إشرافيَّة في كل منطقة، تتولَّى متابعة التنفيذ وفق الخطط التشغيليَّة المعتمدة.