خطيب عرفة: الالتزام بقوانين الحج يحقق أهداف الشريعة

دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، حجاج بيت الله الحرام الى الالتزام بالأنظمة والتعليمات والتوجيهات المنظمة للحج، مشيرا الى ان ذلك جزء من تحقيق مقاصد الشريعة، ويُعدُّ واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا وسلوكًا حضاريًّا يُعبّر عن روح التعاون والانضباط، وسهولة أداء المناسك دون عناء أو مشقة.
جاء ذلك في خطبة الجمعة امس بمشعرعرفات ، وقال إن يوم عرفة يوم عظيم يجتمع فيه المسلمون على صعيد واحد، وتتراءى فيه معاني الإيمان والتقوى في أبهى صورها، كما يُستدعى إلى الأذهان جوهر الدين، وأركانه، ومراتبه، وما ينبغي أن يتحلى به المسلم من صفات العبودية الخالصة لله تعالى، حاثًا الحجيج على الإكثار من الثناء على الله، وذكره وتقدم المصلين في الخطبة الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، و وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، و وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، واوضح ان التقوى سبب خيري الدنيا والآخرة؛ وخاطب سبحانه الحجاج آمرًا لهم بالتقوى، فقال تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).
وأمر خلقه كافةً بالتعاون على التقوى، فقال عز شأنه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، ومن الإيمان صلة الأرحام وبر الوالدين وقول الصدق وطيب اللفظ والوفاء بالعقود والعهود وحسن الأخلاق ومن الإيمان الصبر عند البلاء، والشكر عند النعماء، والتوبة والندم بعد المعصية والجفاء، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى لصَّـبِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)، وبالإيمان تحصل النجاة والفوز بخيري الدنيا والآخرة قال تعالى: (وَعَدَ للَّهُ لْمُؤْمِنِينَ وَلْمُؤْمِنَـتِ جَنَّـتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا لْأَنْهَـرُ خَـلِدِينَ فِيهَا وَمَسَـكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّـتِ عَدْنٍ وَرِضْوَنٌ مِّنَ للَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ لْفَوْزُ لْعَظِيمُ).
وهنا ابرز ماجاء في الخطبة
– شهادة أن لا إله إلا الله تتضمن أن العبادة حقٌ لله وحده لا يُصرف شيء منها لغيره سبحانه ولو كان من الملائكة أو الأنبياء أو الصالحين أو الأولياء.
– إقامة الصلاة لتكون صلة بين العبد وربه، وطريقًا لاستشعار العبد لمراقبة ربه له، وبذلك يتدرب على القيام بالمهام والمسؤوليات.
– إيتاء الزكاة بدفع جزء من المال المعلوم في مصارف محدودة، تعود على المجتمع بالنفع وتزداد به حركة الاقتصاد.
– صوم شهر رمضان بما يتضمن تعويد النفوس على الصبر ومقاومة الشهوات واستشعار حاجة المعدومين.
– مناسك الحج تذكير باليوم الآخر، وتعظيم الرب وأوامره في النفوس مع قبولها بالتسليم والرضا، وفي الحج الانتظام مع الجماعة وفيه إطعام الطعام وتنظيم الوقت وتوظيفه فيما ينفع.
– يومكم هذا يوم فاضل يعتق الله فيه الرقاب من النار، ويدنو فيباهي الملائكة بأهل الموقف فأكثروا من الثناء على الله وذكره ودعائه سبحانه -اللهم أصلح أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها واللهم ألّف قلوبهم وتول جميع شأنهم وازرع المحبة فيما بينهم.
– اللهم تول شأن إخواننا في فلسطين، اللهم أشبع جائعهم وآوِي مشردهم وآمن خائفهم واكفهم شر أعدائهم.