إلهام تضحيات السعوديين وإنجاز الحج الناجح

إلهام تضحيات السعوديين وإنجاز الحج الناجح

* بحسب الهيئة العامَّة للإحصاء، بلغ عدد الحجَّاج هذا العام 1446هـ (1.673.230 حاجًّا وحاجَّةً، منهم 1.506.576 حاجًّا وحاجَّةً قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة)، أولئك الأعزاء تفرضُ المناسك وحْدَة حركتهم، وزمانها، وإطارها المكاني المحدَّد، فمجموع مساحة المشاعر تساوي (33 كيلومترًا مربعًا، فمنى 8 كم2، وعرفات 13 كم2، ومزدلفة 12كم2)، تلك الحشود نعم يجمعها الدِّيْن والغاية السامية، لكنَّها تختلف في لغاتها وثقافاتها وأعمارها، وأنَّ أغلب أفرادها من كبار السِّن الذين يصعب توجيههم وتحريكهم.

*****

* المعطيات السابقة التي يضاف لها الحَرارة المرتفعة في مكَّة المكرَّمة والمشاعر؛ تؤكِّد أنَّ المملكة تستضيف سنويًّا أكبر وأصعب تجمع بشري في هذا الكُون؛ ولكن ورغم كل تلك التحدِّيات والظروف المعقَّدة المحيطة بتلك الفعاليَّة الكُبْرى، نجح وينجح (السعوديون) في إدارتها، وتوفير سُبل الرَّاحة بل الرفاهية لضيوفها؛ لكيما يؤدُّوا مناسكهم في يُسر وسهولة وأمن وطمأنينة وسكينة.

*****

* نجاح الحجِّ هذا العام الذي يأتي استمرارًا لنجاحات السنوات الماضية، ما كان ليحضر إلَّا بفضل الله تعالى، ثم العناية والرعاية والدعم اللامحدود من القيادة السعوديَّة الرشيدة والكريمة، وأيضًا لما أنَّ (مملكة الإنسانية) قد أنفقت المليارات تتلوها المليارات لتوسعة وتطوير كل ما يتعلَّق بالحرمين الشَّريفين والمشاعر المقدَّسة؛ ولأنَّها استثمرت أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي في خدمة الحجيج وإدارة حشودهم، وقبل ذلك كلِّه لأنَّ طائفة من أبنائها كانوا خُدَّامًا للحجَّاج -بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى-، يسهرون على راحتهم في شتى المجالات، والواقع يشهد ويبصم بأنَّهم يرسمون صُورًا إنسانية بديعة في هذا الميدان.

*****

* وهنا -وكما أكدتُ ذات مقال- نجاحات الحجِّ يقف خلفها الكثير والكثير من التضحيات والقصص الصادقة والملهمة من (السعوديين)، والتي حقها أنْ تُروى، وأنْ يصل نبضها للعالَـم الخارجي، وذلك بإنتاج أفلام وثائقيَّة احترافيَّة تحكيها بعدَّة لغات، على أنْ يُعملَ على بثها في كُبريات القنوات الفضائيَّة في الدول الإسلاميَّة، إضافة لنشرها في مواقع تواصلها الأشهر، طبعًا هذا ليس رياءً؛ فهذا الواجب الذي نفتخر به جدًّا وأبدًا نحن -السعوديين-؛ ولكن ليطَّلع العالم على الحقائق، وعلى ما تبذله بلادنا من جهود من أجل راحة ورفاهية الحجَّاج؛ هذا ما أرجوه قريبًا، وسلامتكُم.