التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: دعم لحجاج بيت الله الحرام

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: دعم لحجاج بيت الله الحرام

حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماماً كبيراً بخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم أفضل الخدمات لهم، وتعمل بجهود مضاعفة لتسخير كافة القطاعات لتوفير الأجواء الروحانية، وتجويد الخدمات بشكل مستمر.

وفي عصر يتسم بعصر الذكاء الاصطناعي واستخدام التقنية في كل مناشط الحياة، كان حرياً بأن تجد أثراً له في الحرمين الشريفين في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة؛ في تناغم مؤسسي فريد من نوعه بين كافة القطاعات الأمنية والخدمية والصحية والتطوعية والإعلامية. فنجد إدارة الحشود محل الاهتمام العالمي، لتكون المدرسة السعودية متصدّرة المشهد، وتتجسد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعقُّب الحشود وتوجيه الزوار بشكل فعال، مما يسهم في تحسين تجربتهم وتقليل الازدحام، كما تعمل تطبيقات الهواتف الذكية على تقديم معلومات حول أوقات الصلاة والمواقع والمرافق، وهناك روبوتات ذكية تُقدِّم الخدمة التي تساعد الحجاج في الحصول على المعلومات والإرشادات. كما يتم استخدام تقنيات التعرف على الوجه لمراقبة الأمن وضمان سلامة الزوار، وأنظمة المراقبة الذكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، وتحذير الجهات المعنية في حالة الطوارئ.

وتستخدم أفضل التقنيات لتطوير أنظمة الترجمة الذكية الفورية لتحسين التواصل مع الزوار الناطقين بلغات مختلفة، وهذا ما تفعله رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ من أجل ترجمة الدروس والخطب، كما تعمد الرئاسة إلى استخدام الشاشات التفاعلية الذكية في أروقة الحرم المكي والحرم المدني، والتي تهدف لتعزيز الوعي المعرفي الوسطي، وتيسير الوصول للمعلومة الشرعية بأسلوب حديث إبداعي، والتي تمكِّن قاصدي وقاصدات الحرمين الشريفين من تصفُّح الكتب الشرعية والاستفادة من الفتاوى وتحميل المحتوى الديني بتسعة عشر لغة عالمية، تلبيةً لاحتياجات ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات.

كما تعمد الجهات المختصة على إثراء تجربة الحاج بتوفير تجارب الواقع الافتراضية قبل الزيارة، مما يساعدهم على التخطيط لرحلتهم؛ وتستخدم تحليلات البيانات لفهم سلوك الزوار وتقديم خدمات متخصصة. ويبقى للتقنية والذكاء الاصطناعي دورها في تعزيز كفاءة الإدارة والخدمات المقدمة للزوار في الحرمين، مما يسهم في تحسين تجربتهم وزيادة مستوى الأمن والراحة.

كل هذا يتم من خلال دور فاعل ومميز للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي ( سدايا)، من خلال عدة مبادرات نوعية ومشاريع تدار بعقول وطنية متميزة؛ في أداء مهمتها الوطنية بكفاءة عالية؛ وتعمل جاهدة لإحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة وتطمح مستقبلاً لتقديم مشاريع مبتكرة تهدف لتحسين تجربة الحج والعمرة، مثل استخدام الروبوتات، ومن أهم التطبيقات التي قدمت لتحسين تجربة ضيوف الرحمن تطبيق (نسك) الذي يقدم معلومات شاملة عن الحج والعمرة، بما في ذلك جدول الزمان والمكان. وخدمات الإرشاد، وتطبيق (مناسك) الذي يوفر معلومات شاملة حول مناسك الحج والعمرة، مع إرشاد خطوة بخطوة وتطبيق (الحج الذكي) الذي يتيح للزوار الحصول على خدمات متكاملة كحجز التنقل والإقامة ومتابعة الأحداث. وخدمات (المحادثة الذكية) التي تجيب بشكل فوري على استفسارات الزوار، وتسهل التواصل وتوفر المعلومات.

وقد أطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بوابة (قاصد الذكية) لإثراء تجربة حجاج بيت الله الحرام رقميا بالمحتوى الشرعي المحوكم بأسلوب مبسط وشامل يراعي المتطلبات التعبدية لضيوف الرحمن والقاصدين والزائرين، في خطوة نوعية تعزز التحول الرقمي الذكي في الخدمات الإثرائية المقدمة وفق خطط تشغيلية للرئاسة في موسم الحج لهذا العام. وتم تطبيق برنامج (بلغاتهم) في المسجد الحرام عبر استخدام أجهزة الترجمة الفورية الذكية لإيصال رسالة الحج الوسطية للعالم بعدة لغات. وتدشين تطبيق (المساعد الذكي) في المسجد النبوي الذي يقدم مجموعة من الخصائص الذكية تشمل عرض أوقات الصلاة وتنبيهات بأسماء الأئمة والمؤذنين، وجدول الدروس العلمية، ومواقع انعقادها والمشايخ المشاركين، بالإضافة إلى حلقات القرآن الكريم ومراكز إجابة السائلين داخل المسجد النبوي.

والمتأمل للمشهد العام، يرى التناغم المؤسسي ودور الإنسان السعودي في كل موقع وفي كل مهمة، حيث يثبت للعالم بأن خدمة الحرمين هي تشريف وتكليف من رب العالمين؛ وكلنا لها أهل بحول الله وقوته قيادةً وشعباً.